• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : هِزَبر  أُحُد .
                          • الكاتب : نرجس مهدي .

هِزَبر  أُحُد

لم يكن قلباً يحتويه صدره ..بل صالية من الجمر بين جنبات أضلاعه ..
له زمجرة الأسود في عرينها ..وقعقعة السيوف في حملاتها ..
يبحر بناظريه بين كثبات الفلوات ، وفي قلب نجوم السماوات ، أيقن أن لهذا الكون العظيم رباً رحيم  ، قد أرسل بالحق رسوله الكريم ، ليهدي البرايا للدين القويم .
تسري عظمة الخالق بكل خلايا روحه ، يتنور فؤاده بنور بصيرته ، فسرى حب الإسلام في عروقه ، فبعد أن كان موحداً مؤمناً ، صار مسلماً شغوفاً لنصرة الحق ..مشمراً ساعديه ، شاهراً سيفه ضد الباطل وكسر غمده في صدور المشركين ..
خافوا صولته ، ارتعدوا لجولته  ، وبهتوا لزمجرته ..
هد أركانهم ، وقتل فرسانهم .
يقف في الميدان كالطود الشامخ ...يجلجل في صفوفهم ..كعصف الريح لايبقي ولايذر ..
في بدر كان كالبركان يحصد رؤوس المشركين مع إبن أخيه أمير المؤمنين ..
يذود عن الإسلام بكل قوته ، يدافع عن حبيب الرحمن بمهجته ..لتعلوا كلمة الله وترفرف رايتة .
قتل شجعانهم ،طمس غطرستهم  وكسر شوكتهم  ،هزبر وقاد ..

إيه يا ابا يعلى : كنت جناح النبي الأيسر بعد أخيك المحامي أبي طالب الأزهر ..
وثاباً للحق ، هزاماً للباطل ، مقداماً جسور ، قوي في الطعن لاتلويك الخطوب ، ولاترهبك العدة والعدد ..
تزرع في نفوس مقاتليك الصبر والثبات  ، فأزدانت بطولتك بين الفوارس ، وتحدث عنها كل الأشاوس .
ياصاحب المروءة والهيبة ، ياسند النبي ودرعه..
وحبيب الله يناديك : يا أسد الله  وأسد رسوله ، لم يكن هذا اللقب يليق إلا لإسم حمزة ابن عبد المطلب ..
عم حبيب الإله وأخيه ، قريب منه كالجفن للعين ..وهو به شديد اليقين .
أوغرت صدور أعدائِك احقاداً ..فأذقتهم ألماً ...فتنفسوا عليك غيضاً .
لم يجدوا بداً لمأزقهم إلا أن يغدروا بك ..
والغدر لهم عادة ، فهي من شيم الجبناء أمثالهم .
فقد أبغضك كل جحود عنود ..
والموعد يوم أُحد ، وأنت تجندل خرصانهم ، تنازل ذئبانهم ..
سرعان ما انتزعه الموت أنتزاعاً ، برمح غادر ..
ففاضت مهجته ، لعن الله تعالى مستحلي الحرمة والمدخلين على قلب رسوله الكريم الحزن بفقده والألم واللوعة لمصابه ..
وبما مثلوا بجسده الطاهر بعد بقر بطنه عن كبده ..فكان اوجع لقلبه وأكلم لروحه ..
لقد كٌسِرَ جَناح الدين  ، ورسول الرحمة بفقده مهموم حزين ..
يا ابا عمارة : رفع الله تعالى في الأولى منزلتك وفي الآخرة درجتك ..
وهنيئاً لك بما بصّرك الله تعالى _ما عميّ على غيرك_  من الهدى الذي ربط على شغاف قلبك .
فجزاك الله تعالى عن الإسلام أبلغ جزاء المحسنين .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168768
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29