• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : علِّميها أنْ تكونَ صالحةً واعيةً .
                          • الكاتب : زينب العارضي .

علِّميها أنْ تكونَ صالحةً واعيةً

     قد تأتيكِ يومًا ما باكيةً، وترتمي في حُضنكِ شاكية، تقولُ إنّها سئمتْ، ولا تُريدُ الاستمرارَ في حياتِها؛ لأنَّ زوجَها يُزعجُها ببعضِ تصرفاتِه تجاهها..

    أرجوكِ تمهّلي ولا تستعجلي، تذكّري أيامَ طفولتِها، وكيفيةَ صراخِها من شوكةٍ تشكُّ قدميها، وبُكاءها من شيءٍ يُصادفُها ولا يأتي على مرامِها، فما لم تكنِ الشكوى من اختلالاتٍ عقائديةٍ خطيرة، أو انتهاكاتٍ أخلاقيةٍ كبيرة، أو شيءٍ يستحقُّ أنْ تخشينَ منه على سلامتِها في دينِها ودنياها، فلا تعدو أنْ تكونَ كلماتُها محضَ شكوى وتنفيسٍ عن مُضايقاتٍ تواجهُها. 
   والمُعوّلُ هُنا على مقدارِ وعيك، ومدى تفهمكِ، وقُدرتكِ على امتصاصِ ألمها، وتهدئةِ ثورتِها، وإزالةِ أيّ شعورٍ سلبي يؤثّرُ على حياتِها، لتعودَ إلى بيتِها بصورةٍ تؤهلُها لإكمالِ مسيرتها بوعي وحُبٍّ وحكمة..
    ربتي على كتفِها، وامسحي بحنوٍ دمعتَها، ولا تُشعلي فتيلَ أزمتِها بالوقوفِ إلى جنبِها ضدّ زوجِها، أو إطلاقِ التهديداتِ أمامَها..
    علَّميها أنَّ لكُلِّ شخصٍ رصيدًا من السلبيات والإيجابيات، ولا أحدَ يخلو من الأخطاءِ والهفوات، وأنَّ تركيزَ النظرِ على العيوبِ بدايةُ الإخفاق، وأنَّ كثرةَ تضخيمِ الأمورِ عنوانُ الفشلِ والشِقاق.
    وضحّي لها أنَّ الاختلافَ أمرٌ واردٌ في الحياةِ الأسرية، وأنَّ العلاقةَ الزوجيةَ لا يُمكِنُ أنْ تدومَ إلا بالمرونةِ والتضحية، والزوجةُ الصالحةُ الذكيةُ هي التي تجعلُ من الخِلافاتِ نقطةً للنجاح، ومن التحدياتِ منطلقًا للتكاملِ والفلاح، ولا سبيلَ إلى ذلك إلا بالتمسُكِ بهدي الإسلامِ وتعاليمِ أهلِ البيت (عليهم السلام).


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168953
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28