• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حياتُنا لأَهدافٍ ، ونحن فيها مُراقَبون لتقييمٍ اللٰهِ سبحانَه .
                          • الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود .

حياتُنا لأَهدافٍ ، ونحن فيها مُراقَبون لتقييمٍ اللٰهِ سبحانَه

 من مساقي النجاحِ أَن يجعلَ الإِنسانُ لنفسِه هدفًا يسعى جاهدًا لتحقيقِه ؛ فتراه شُعلةً من طاقةٍ تُنيرُ المسالكَ حتى تصلَ إِلى الأَقبيةِ تُضيءُ فيها لمتحيِّرٍ تارةً ، ولضالٍّ تارةً أُخرى. ومن عواملِ الفشلِ أَن يركَنَ الإِنسانُ إِلى الإِحباطِ والتشاؤُمِ ؛ فيقعُدَ يُعطِّلُ الحياةَ وكأَنَّ مقوماتِها قد تلاشت بحسبِ نظرتِه السلبيةِ هذه.
وهذا ما يُصدِّقُه الحكمُ الإِلهيُّ القاضي بوجوبِ مراعاةِ الإِنسانِ نفسَه ، ووجوبِ شغلِه حيِّزًا في الحياةِ التي وُجِد فيها مكرَّمًا من غيرِ إِرادةٍ له في ذلك ﴿أَيَحسَبُ الإِنسانُ أَن يُترَكَ سُدًى﴾ [القيامة/٣٦] ؛ فليس وجودُه بعَبَثٍ ، ولا تقديرُ المسبباتِ له بصدفةٍ ، إِنما هو المسؤولُ عن عمارةِ الأَرضِ ، والمأمورُ بعبادةِ مُوجدِه شكرًا له.
من هذه الحقائقِ الوجوديةِ - الأَخلاقيةِ للإنسانِ يتجلَّى لنا ثابتٌ رئيسٌ في الحياةِ الدنيا لا مناصَ للمرءِ عن توثيقِه لازمًا له ؛ إِنه حبُّ أَخيه الإِنسانَ الآخرَ ، وحبُّ دينِه وعقيدتِه التي تسمو به إِلى الكمالاتِ الراقيةِ ، وحبُّ الوطنِ الذي يُعَدُّ هُوِيَّةَ الانتماءِ التي إِنْ ضاعت ضاع حبُّ الدِّينِ ، وضاع حبُّ الآخرين ؛ لأنَّ التخلي عن الوطنِ ينقُضُ التوجيهَ النبويَّ الشريفَ (حبُّ الأوطانِ من الإِيمانِ). وعند فقْدِ الوطنِ يضعُفُ الدِّينُ ؛ لأَنَّ تاركَه إِنما يترُكُه للمفسدين ، وللمحتلين على حدٍّ سواءٍ. وعند فقْدِهما تِباعًا يبتعدُ الإِنسانُ عن أَخيه ؛ فيجفوه ، وينقطعُ بينهما حبلُ الوصلِ ؛ فيغدوانِ غريبَين لا فرقَ بينهما تحابَّا ، أَم تباغضا.
ولعله من الوضوحِ بمكانٍ أَن ما تمرُّ به منطقتُنا الإِقليميةُ ، وبلدُنا العراقُ من تصاعدٍ في وتيرةِ تراجعِ التطورِ ، وتردي الأَوضاعِ على الأَصعدةِ كلِّها إِنما كان بسببٍ من هذه الحقائقِ الجليةِ التي صارت عليها المنظومةُ الإِنسانيةُ في المنطقةِ ، وفيه علاوةً على تزايُدِ أَطماعِ الاستعمارِ الأمريكيِّ - الإِسرائيليِّ البغيضِ بلغةِ العصرِ الاستعماريةِ - الحربيةِ الجديدةِ (الناعمة) ، وزيادةً على تقييضِ مرتزقةٍ لهم من العملاءِ المرتزقةِ العاملين بسياستِهمُ الاستعماريةِ مما جرَّ الويلاتِ على المنطقةِ وشعوبِها ، فاستنزف خيراتِها ، وثرواتِها ، وأَموالَها.
ولكن ليس من العسيرِ أَن تتغلبَ الشعوبُ الأَبيةُ على هذا الاستعمارِ الأَعمى ، بل إِنه من اليسيرِ جدًّا إِذاما تحقق الإِيمانُ بحبِّ الأَخِ والذودِ عنه ، والإِيمانُ بحبِّ الدِّينِ والاعتقادِ الراسخِ فيه ، والإِيمانُ بحبِّ الوطنِ والتفاني من أَجلِه. عندما تتحققُ هذه الغاياتُ السامياتُ يكونُ النجاحُ ، ولا شيءَ غيرُه.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169005
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28