• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : متاهة التفكير والذاكرة .
                          • الكاتب : احسان السباعي .

متاهة التفكير والذاكرة

 لما استيقظت من نومها وأمعنت النظر في سقف الحجرة ,لم تكن تلوي على شئ,كانت كمن يقلب فكرة في متاهة لا بداية لهاولا نهاية ,

تسيطر عليها حالة غريبة من الهدوء والاحساس بالفراغ ,
رغم صوت التلفاز الذي أشعله ابنها لتنبعت أصوات الرسوم المتحركة تتحرك في فناء البيت تشاركها الغرفة,
كانت شاردة عيونها جاحظة بسقف الحجرة فاها مفتوحا في حالة ترقب التريا وكيف الوانها تتمازج مع النظر ,
انعكاسها بشكل مختلف كأنه مع كل تمعن وترقب يظهر السراب ,لم يعد بعالمها الضيق شئ آخر تستأتر به غير ذاك الانعكاس البصري مع التريا ,
بدا الامر بالنسبة لها كأنه اساسي استطاعت خلال لحظات ان تلغي ارتباطها بكل العالم وتبقى اسيرة تلك العلاقة بين النظر والاشياء 
وكيف ان المخ يرسل اشارات لتظهر كما أراد هو ومع الزجاج الشفاف وكيف اللمعان كلما اقتربنا تلاشى كما السراب ,
فجأة رن الهاتف زوجها ,لن احضر سأسافر مع صديقي ابوه توفى
ولن اعود حتى غدا ,كان الموقف بالنسبة لها اكتر قدسية من ان تخرج منه لترد على الهاتف ,
خرجت من الغرفة أغلقت الباب يحيي هل استيقظت؟هل احضر لك شيئا ؟ابقى لن أتاخر سأحضر بعض اغراض البيت
اخدت السيارة كانت بحات وردة تهتز بتلقائية تشمل كل الفضاء ,السيارة بالرغم من صوت المحرك كأن انعكاس الصوت له نفس انعكاس البصر ,
دائما المخ يرسل اشارات لكي يسمع ما يريد أرخيت اذنها حيت صوت وردة يدور بين ملامحهاعراك من نوع فريد 
ما احست انها سمعته قبل اللحظة بين وردة وكلماتها ومحرك السيارة الى اذني في تماسك واستسلام هادئ ليديا اللتان قادتا المقود في توهان
نسيت اشياء كتيرة بأعماقي حتى لم استطع التركيز ,ركنت السيارة في نفس الدي الدي تسكن فيه ,
تنقلت من دكان الى الدكان اشترت الاغراض حتى انهكها التعب وعادت الى المنزل ,
مرّ اليوم هادئ يطبعه الصمت دخلت غرفتها وظلت عيونها ترقب السقيفة ,
تدرك بخبرتها الطويلة عبر عمرها القصير أن المخ هو اقوى ما يربط بين الاشياء ارتفع صوت وردة في رأسها تمازج الصدى بالبصر بالثريا ,
أطفأت نور الحجرة واغلقت الباب برفق حدث نوع من الفوضى بداخلها واستسلمت في نوم عميق لما استيقظت من نومها تأملت السقيفة من جديد ,
أيقظت ابنها ,نزلت الجراج
أين السيارة؟زوجها مسافر ربما علموا به وسرقوها؟
يعم صمت رهيب في فكرها أين المخ لمادا لم يرسل اشارات للبصر الى النظر الى الحركة الى الذاكرة الى الترابط بين الاشياء ,
كانت كمن سقطت في متاهة التفكير الى مدار الجاذبية للمخ ,
السيارة باتت في الشارع خرجت من فوهة الذاكرة عبر شعرة رفيعة طواها النسيان المخ توقف عن الارسال 
توقفت كل الاشياء حولها ,اغلقت اعينها على اخر صور الذاكرة حيت يطبعها النسيان 
24|4|2012



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=16911
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28