• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : أبو تحسين فوق الوصف والتقدير .
                          • الكاتب : علي محمد العكيلي .

أبو تحسين فوق الوصف والتقدير

سلسلة المقالات المشاركة في مسابقة أفضل مقال
المقامة ضمن فعاليّات مهرجان فتوى الدفاع المقدّسة الثقافيّ الرابع
تحت شعار: (أنتم فخرنا ومن نباهي بهم سائر الأمم)

 يعلم الله ويشهد أن بين جنبي لوعة تعتلج لرحيلك لا أعرف سبيلاً إلى التعبير عنها إلا القلم.. «آه يا أبا تحسين الصالحي» ليس أهلك وأصدقاؤك وزملاؤك وحدهم من افتقدك بل العراق كل العراق أصيب بفاجعة استشهادك، فخنجر الإرهاب لم يذهب إلى قلبك فقط بل إلى قلوبنا جميعاً.
بدموعٍ حرى وقلوب كسيرة، ودع اهل البصرة شيخ القناصين علي جياد الصالحي او كابوس الدواعش كما يطلق عليه البعض، في موكب تشييع مهيب امتزجت فيه دموع الفرح بدموع الحزن، فرح الشهادة التي يرجوها كل بطل مدافع عن ارض العراق وحزن لفراق بطل لا يعوض، اذاق الدواعش المر تلو المر .
زايتسيف العراقي «أبو تحسين الصالحي» قضى من خلال بندقية قنصه المميزة على 321 إرهابياً من عصابات «داعش» خلال سنتين، متجاوزاً القناص السوفيتي الشهير (فاسيلي زايتسيف) الذي برز كأعظم قناص في الحرب العالمية الثانية؛ لأن جميع من قتلهم زايتسيف في الحرب العالمية الثانية لايتعدى (255) بين جندي وضابط ألماني .
الصالحي ذو (64) عاما يعتبر أسطورة لواء علي الأكبر التابع للعتبة الحسينية المقدسة، أحد تشكيلات الحشد الشعبي العراقي، رحل بعد أن واكب جميع عمليات الحشد، وبعد أن تخرج على يديه مئات المقاتلين اختصاص القنص .
ظهر ابو تحسين في سماء الحشد كوكباً متلألئاً، يبعث ببطولاته الأنوار ويبهر بشجاعته الأنظار، أما حين يقف على جبال حمرين، بلحيته الرمادية وقامته الشامخة وسترته الجلدية مع سلاحه (الشتاير) الذي حول به المئات من الدواعش جثثاً هامدة، فاتحاً الطريق لرفاقه لكي يمروا ويكتبوا نصراً بيده فتلك حكاية آخرى، لعل ابرز ملامحها قوله الشهير: "اي شخص لا يحمل السلاح من العدو لا أقتله" كم انت نبيل يا أبا تحسين؟! وكم انت حسيني الاقوال والافعال؟! أقسم انت ارفع في نظري من كثير من أولئك الذين يعدّهم الناس عظماء.. واهاً للوطن الذي ينجب امثالك يا ابا تحسين، واهاً لك ايها العراق العزيز، فبأهل الحشد ستبقى عزيزاً على مرّ السنين، حقاً ان للعراق حماة بعدد نخيله واكثر فكيف تستطيع الشجرة الملعونة مد جذورها في ارضنا؟ وهناك من سيقتلعها ويزلزل الأرض من تحتها.
بك وبأمثالك يا ابا تحسين فشل اخوة الخوارج في النهروان فشلاً ذريعاً في مواجهتكم يا ابناء علي والحسين ( عليهما السلام)، بك وبأمثالك يا ابا تحسين تجرع سليلو ابناء آكلة الأكباد كؤؤساً وكؤوساً من الذل والهوان على ايديكم يا إخوة زينب، بك وبأمثالك من الشرفاء يا أبا تحسين تحطمت آمال اشباه رجال تورا بورا أمام صمودكم وبسالتكم يا خريجي مدرسة كربلاء الخلود والإباء .
اقسم بمحاسنك يا أبا تحسين انك قاتلت فأبليت قتال المستميت، وحاربت في مختلف الميادين، وخضت اكثر المعارك الضروس ودافعت دفاع الأسود عن حياض وطن ابت غيرتك ان ترى عصابات داعش تعبث بمقدساته، إلى ان اختارك الله في يوم استشهاد علي الأكبر (عليه السلام) لتكون في صفوف الصديقين والشهداء والصالحين بعد ان توسمت بأعلى وسام انساني إلا وهو الشهادة من اجل ان يحيا وطننا وتنتصر فيه قيم الخير .
((آه يا ابو تحسين الصالحي)) كنت رجلا واكبر من رجل، كنت وحدك حشداً بأكمله، كنت عظيماً، ورحلت عظيماً، فيا ايها الرجل العظيم طبت حياً وميتاً .
وأخيراً.. إن كان لنا أولاد نحبّ ان نجعلهم رجالاً ليوثاً في الوغى، فلنجعل بين أيديهم حياة ابي تحسين ليتعلموا منه الشجاعة والإقدام فنحن لا نبالغ قطعا ولا نجافي الصواب ابداً اذ قلنا ان ابا تحسين هو ايقونة الجهاد ووتد من اوتاد البلاد.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169450
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28