• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : رحلة في زورق الكتابة  .
                          • الكاتب : سمانة العابدي .

رحلة في زورق الكتابة 

  أعزائي القُراء، سندخل اليوم باباً واسعاً من النقاش، وسنكتشفُ معاً دهاليز عالمِ الكتابة، لا ريب أننا جميعاً تلمسنا هذا الفن يوماً وجربنا أحد فروعه .

فمنا من رمى تلك الأوراق التي ظنها لا تنفعُ لشيء، وتأسف لصرفها دون فائدة .
ومنا من كدسها بعضها فوق بعض، واعتلى بكلٍ فخر منزلة الكُتّاب .
معنا اليوم الكاتبة الشابة سمانة العابدي.
-  سمانة العابدي، يُسعدنا أن نرحب بكِ بيننا .
 يشرفني أنا أيضاً هذا اللقاء العظيم. 
-  في البدءِ أودُ العودة للنصوص الأولى، الى تلك المسودات القديمة، كيف يبدأ الكاتب، بالتحديد كيف بدأت سمانة العابدي؟ 
 حقيقةً لم يكن الأمرُ قديماً نسبياً، يعود تاريخ أول نص لي الى ما يقارب العامين، أكاد أجزم لكم أن الكتابة ليست ولن تكون مُطلقاً وليدة الصُدف .
- أوافقكِ الرأي، لكن يجب أن تكون لها أسرة، عرفينا على أسرة الكتابة؟
 تشبيه لطيف، والدها دون أدنى شك يمسي النشأة الأدبية، ولا أعني بذلك أن يُرضع الأدب مع الحليب، أو أن يُعطى كحبةِ دواءٍ، الأمر يقتضي بأن ينشأ المرءُ مُحباً للأدب، كلنا ندرس اللغة العربية في المدارس، لكن القليل من سيقرؤون كل الأمثلة ويحفظون كل الأبيات الشعرية، الفرقُ شاسعٌ بين من يقرأُ وبين من يُحبّ .
 أما أمّ الكتابةِ الحانيةِ المعطاء، تتمثلُ بالممارسة الجادة الدؤوبة، أذكرُ مرة أني كنتُ في حافلةٍ متجهةٍ الى بغداد، وخطر لي أن أكتب نصاً، ولم يكن الورق في حوزتي، فاستعرتُ قلماً، وكتبت النص على راحةِ يدي اليسرى .
- جميل جداً، أظن أن هذا ما يسمى بـ(الإلهام الأدبي)، لقد قرأتُ بعضاً من كتاباتك المميزة، لكني لم أعثر على سمانة العابدي، لم أستطع تعيين الشخصِ السارد لتلك القصص والنصوص، هل في الأمر سر؟
 أسعدني هذا السؤال في الواقع، أنتم ممن يقرؤون النص بدقة، وصدقتم، فضمير الأنا في نصوصي لا يعود لشخصي المثال بفتاةٍ مُترفةٍ تقريباً، ومشغولةٍ بدراستها الجامعية .
أنا أستخدم في نصوصي ممثلين عدة، أولئك المنسيون، الذين لا يجيدون الكتابة، ربما هناك آلافُ الحكايا، لكنها لم تصل الى مرحلة النطق .
الذي يكتبُ نصوصي هو (أبكمٌ تعلم الكتابة).

- عظيم، لا شك أن هذه الأفكار ستحدثُ تغييراتٍ في عالم الكتابة، لكن طالما يراودني هذا السؤال: هل الخيال هو مخزنُ الكاتب الوحيد؟
 إطلاقاً، فربما نتقمصُ شخصياتٍ من الخيال، ونأخذ منه بعض الأماكن، والصور الأدبية، لكن كوني عراقية هذا وحده يُسيل القصص من فمي، ويملأ قسم الحكايا عندي لألفِ سنةٍ قادمة .
- في الصميم، لو كُتبت جميع حكايا العراقيين؛ لتخلى الناس عن أجاثا كرستي، وقلّت مبيعات رواياتِ دستويفسكي الشهيرة .
أيتها الكاتبة شابة سمانة، لا أود أن تصل رحلتنا لنهايةٍ أبداً، لكن هذا الممتع يشير لنا بشاطئٍ قريب، يجب أن يرسو عليه زورقنا .
أخبرينا عن ماذا تخبئ سمانة العابدي لقرائها مع كلمةٍ أخيرة؟
لا يحبذُ الكُتّابُ دوماً الافصاح عن المستقبل، فهم مشغولون حتماً بكتابة الحاضر .
لكن، ولكي لا نصيب أعزاءنا القراء بالقنوط، هناك روايةٌ جديدة تحت عنوان (حقول سومر)، مكان الأحداث بين الأرض والسماء، أما شُخوص الرواية فهم لا يعرفون أنفسهم حتى .
وفي كلمة أخيرة أسددها نحو الشباب:
أرجوكم لا ترموا مسوداتكم الصغيرة، ولا تتلفوا كتاباتكم البدائية .
علقوا هذه الجملة في أحد أركان عقلكم: (مشروع الألف ميل يبدأ بأخذ شهيق).

- جميلٌ جداً، الآن وقد رسا زورقنا أمام هذا الشاطئ الكبير معلناً انتهاء رحلتنا، متمنين أن تحصدوا من هذا الحوار ثِماراً يانعةً تُقوون بها مهاراتكم الخصبة .
والى لقاءٍ آخر وزورقٍ آخر.. نستودعكم الله .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169558
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20