: عندما دعا نبي الله ابراهيم (عليه السلام) قومه الى عبادة الله تعالى، وترك عبادة الأصنام، كان ردهم كما بينته الآية الكريمة
 «وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ {69} إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ {70} قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ {71} قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ {72} أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ {73} قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ» {الشعراء/74}.
  هكذا كان ردهم، فهؤلاء قوم لم يحاولوا حتى مجرد المحاولة بأن يغيروا طريقة تفكيرهم وطريقة معيشتهم، لماذا الجمود والثبات على نفس الحال والكون كله في حالة تغير مستمر؟! لمَ العمل بما يعمله السابقون؟!
لماذا نحدد سبل العيش في هذه الحياة والله قد نوعها؟!
لماذا لا نتطور بأفكارنا وبأساليب عيشنا وتعاملنا مع الاخرين؟ فالتطور بمفهومه الشامل الواسع لا يعني فقط التطور في الديكورات والسيارات والتكنولوجيا، بل يمتد الى تطوير مفاهيمنا تجاه الامور وما ينعكس عليه في ردود افعالنا.
فالبعض نراه يكرر أخطاء السابقين أو أخطاء والديه مع العلم انه عانى ما عاناه في حياته منها، حتى ان بعضهم قد سببت له عقدة نفسية، لكن اذا ما وضع على محك الحياة يفعل كما فعلوا، فمثلاً نرى أماً تضرب صغارها بقسوة، وعندما ننهاها تبرر بأن هذا ما كانت تفعله معها أمها..! وإذا ما سألناها: وما كان شعورك آنذاك؟ نجد بأنها كانت تعاني مما يحدث لها.
إذن، لماذا تتبع نفس الأسلوب؟! ولماذا لم تحاول أن تغير طريقة تربيتها لصغارها؟! فتكون حالها كما قال الشاعر أبو الأسود الدؤلي:
 لا تنهَ عن خلُقٍ وتأتيَ مثلَهُ ... عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيم
ليس هذا فحسب، بل بعضنا لا يتعظ، ويكرر أخطاءه الماضية أيضاً لا فقط اخطاء غيره..!. كفانا استنساخاً بشرياً واستنساخاً فكرياً رجاء، ولنصنع لأنفسنا هوية جديدة من أجل غدٍ مشرق.