• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الترحيب بالتحرش الالكتروني!!!!! .
                          • الكاتب : عبير المنظور .

الترحيب بالتحرش الالكتروني!!!!!

     التحرش بأشكاله المختلفة يبقى تحرشاً ويعد جريمة في اغلب القوانين الوضعية للدول.

والتحرش كمفهوم اوسع بكثير من الفكرة النمطية له، فهو ليس تعدٍّ على الفرد وانتهاك جسده فقط وانما هو كل عمل او قول او تلميح غير مرغوب فيه يسبب ضيقا وحرجا للمتحرش به على المستوى النفسي والجسدي معاً.

وفي ظل التطور التكنولوجي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي اتخذ التحرش طرقا اسهل من التحرش في الشوارع والاماكن العامة الاخرى، ولربما يكون اكثر امنا بالنسبة للمتحرش من التحرش الواقعي !، لسهولة الوصول الى اي حساب بالمراسلة او الاتصال، او لصعوبة الوصول اليه فعليا وغيرها، وتعددت اشكال التحرش الالكتروني من تعليقات خادشة للحياء مع ارفاقها بصور او مقاطع فيديوية مخلة بالاداب والاخلاق.  

وبنظرة سريعة وفاحصة لوسائل التواصل الاجتماعي نجد بوضوح كثرة المتحرشين الالكترونيين من الرجال والنساء على حد سواء!! ، نعم فمما اثار استغرابي كثرة الفتيات اللواتي يتحرشن بالرجال من خلال تعليقات وصور خادشة لحياء الانثى عامة والفتيات خاصة !!! وفي مجموعة نسائية بحتة ومن خلال اخذ عينات عشوائية وجدت ان الغالبية العظمى من التعليقات خادشة للحياء بنسبة ٨٦% !!!! فكيف بالذكور على منصات التواصل الاجتماعي؟

وما اثار استغرابي اكثر في بعض الصفحات العامة والخاصة للنساء نجد كثرة المتحرشين بالنساء على حساباتهن بتعليقات منافية للاداب العامة فتتلقفها بعض النساء على انه  مدح او اطراء بشكلها وجسدها وجمالها وعقلها!  وترد على المتحرش بعبارات التفخيم والاحترام! بينما لو تفوه بهذه الكلمات احدهم في الشارع لثارت عليه او على الاقل ترد على المتحرش وتوقفه عند حده!

ومما يثير العجب اكثر موافقة بعض الاهل والازواج على عبارات التحرش الالكتروني لنسائهم وكأنها مدعاة للفخر بينما لو قيلت هذه الكلمات لنسائهم في الشارع لاقاموا الدنيا ولم يقعدوها ان لم يتحول الامر الى نزاعات عشائرية في اخر المطاف.

ادزواجية المعايير هذه والفصل بينها في الواقع والواقع الافتراضي لاسباب عديدة منها تماشيا مع الافكار الغربية والانفتاح الكبير على مفاهيم غريبة على مجتمعاتنا من الناحية الدينية والاجتماعية مما ادى الى استبدال القيم او تشويه مفاهيمها الحقيقية ، او لربما كما اسميها دياثة الكترونية لكسب عدد اكثر من المشاهدات لجني الاموال، وغيرها من الاسباب ادى بالنتيجة الى تفشي هذه الظاهرة ، والتي يكمن علاجها بالتحلي بالقيم والاخلاق وردع المتحرشين الالكترونيين وتوضيح خطرهم على النسيج الاسري والاجتماعي وفضح اساليبهم وتثقيف المجتمع وتوعيته لرفض التحرش الالكتروني بنفس الهمة في محاربة التحرش الواقعي، وتوجيه النساء لمواجهة المتتحرشين الالكترونييين وحماية انفسهن من فخاخهم الناعمة بتحصين الفتيات قبل ولوجهن الى الواقع الافتراضي ومراقبتهن من بعيد بعين الثقة والتوجيه وهي من اهم الخطوات لبناء مجتمع نظيف وخالي من التحرش بجميع اشكاله.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169894
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28