• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : زينب عليها السلام والاعلام المضاد .
                          • الكاتب : اسمهان إبراهيم .

زينب عليها السلام والاعلام المضاد

  أين يكمن دور زينب (عليها السلام)؟ أنا لست ممن يحصر دور زينب (عليها السلام) في مهام الاعلام، بل أؤمن أن دورها الإعلامي كان من بعض دورها القيادي العام، فقد شاركت العقيلة زينب (عليها السلام) في كل تفاصيل ونتائج واقعة كربلاء، وواقعة كربلاء بطبيعتها تنقسم بتفاصيلها الميدانية الى قسمين، القسم الأول انتهى بالأحداث التضحوية الكبيرة، حين سفك الدم وعبق الشهادة، والثانية هي الصفحة التي نقلت الثورة خارج كربلاء من حيث الزمان والمكان، الصفحة الثانية كان لها دور قوي في نقل واقعة الطف الى الأجيال بشكلها الناصع الذكي، لذلك اخذت مساحة واسعة في تراث كربلاء لا يقل عن دور أي بطل من ابطال الواقعة: كالعباس، والامام السجاد، وعلي الأكبر (عليهم سلام الله)، واي شهيد من شهداء الواقعة من اهل البيت (عليهم السلام).

 انطلق صوتها ليدحض أكاذيب الأمويين واعلامهم الضال المضاد والمضل لتشويه صورة الثورة الحسينية المقدسة، وتزوير أهدافها العظيمة لتؤكد للرأي العام على أن هذه الثورة هي تجسيد للإسلام المحمدي وامتداد لمنهج النبي (ص) في محاربة الفساد والافساد وتكرر صوتها (عليها السلام) عبر كل المراحل التي مرت بها في رحلة الأسر وقيادتها في مسير السبايا ومواجهتها ليزيد وحكومته.
 امرأة قُتل أهلها، وبقيت وحيدة مع الأطفال والنساء، وتُقاد أسيرة ثم تقف في عرش سلطان جائر قتل أهلها وظلم ناسها وشمت بها، وقفت لتواجهه بخطاب لاذع زينبي وكلماتها التي كان لها الأثر الكبير، كل كلمة بل كل حرف كان كالسهم يمرق في قلب يزيد، ذكرته بأصله الوضيع وكيف مَنّ عليهم النبي (ص) يوم فتح مكة، فقالت له: يا بن الطلقاء, القضية برمتها تشكل مأخذاً كبيراً على الاعلام الاموي الذي لا يريد أن ينقل الواقع كما هو فيهبها ما تستحق من عظمة وجلال وقوة الشخصية والعفة والطهارة حتى بدأت نصوصهم الضعيفة التي وضعوها تسيء لمقام السيدة زينب (عليها السلام).
 وقد نسبوا لسيدة الصبر والطهر أموراً غير صحيحة، كانت فيها إساءة واضحة لمقامها الطاهر ولحجابها المقدس، احاديث رواتها من اعداء اهل البيت أمثال: حميد مسلم، روايات لا يمكن قبولها، عمل الاعلام الاموي على التركيز بتضليل فكر الناس بأن ثورة الحسين هي انقلاب، وهؤلاء هم عوائل الخونة الذين عملوا على كسر شوكة الإسلام والخروج على اهل الامر، هكذا كانوا يشرحون لهم، ولهذا كان الناس يسمونهم الخوارج والحسين (عليه السلام) خارجي بنظرهم، وزينب (عليها سلام الله) خارجية.
ويسلط الضوء على ما يسميه نصراً، وتصوير الذبح والقتل والسبي والغدر انتصارا، ومن ثم اظهار هذا الانكسار من خلال ابراز مظاهر السبي, فكان هناك استقبال رسمي بالرؤوس عند كل مدينة, وزينب الصبر تحاول أن تهدئ النساء والأطفال, هناك عمل قصدي لحمل الرؤوس قرب محامل النساء لجعلهن (فرجة) للعالمين، وزينب العفة تدافع عن الحرائر وامتلكت الجرأة للمواجهة والدفاع عن الحرائر، وبعض الاعلاميين أعدّ القضية لصالح يزيد بأنها تعكس حكمته، دحضت زينب أكاذيب الامويين والإعلام الساعي الى تشويه صورة الثورة الحسينية وتزوير أهدافها العظيمة، لتؤكد للعالم أجمع أن هذه الثورة محمدية وواجهت الشماتة بكل صبر وشموخ، حين سألها ابن زياد: كيف رأيتِ صنع الله بأهل بيتك؟ قالت: "ما رأيتُ إلا جميلا" فسلام الله على زينب.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=170069
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3