• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نور على نور .. .
                          • الكاتب : نرجس مهدي .

نور على نور ..

 تألق الفضاء تعانقت النجوم ..تعطرت الجنان واخضرت الأركان ..تزينت الحور العين وتهادت بالرياحين ..

ونثرت شجرة طوبى الدر والياقوت ..
فلا أدري  : أي فرحة أعظم ، فرحة الارضين ام السماوات ؟؟
فجئت والهوى يطرق باب فؤادي ، ليلة نوراء لغرة شهر ذي الحجة المعظم ..
عندما اقترن النور بالنور فتهللت الكواكب ..واضطرب الكون بروحي وتأجج القلب شوقاً لبيت الطهر ذاك ..لقد تشيد مقر السنا ، ومنه سيضيئ العالم ليزيح الديجور ، بيت علي والبتول ..بنت خير البشر ، بنت خير من لبى وأعتمر ..
اي كفء حباك الله به ياسيدة الاكوان ؟؟
وهل كل النساء تأخذ اكفاءها ؟؟
اليس الأستخلاف في الارض هو غاية الخلق ، لعبادة الله تعالى وعمارة الأرض لتحقيق العدالة الإلهية ؟
وهذا الإستخلاف يبنى على التآلف والتراحم ، لذلك يقترن الإنسان بمن يعينه على أمور دنياه ليعبرها لآخرته ..
لذا فالتزويج سنة إلهية مقدسة ..
قال تعالى :((وانكحوا الايامى منكم  والصالحين من عبادكم ...))...(١)
لأنه السبب الطبيعي للذرية الطيبة التي تتعاقب لإعمار الأرض..
وهذا الأمر لايستثنى منه أحدُ من العالمين..
ولأن الأسرة اللبنة الاساسية للمجتمع وهي منبع الرحمة والحنان ، والدفئ والرعاية ..لذا كان اختار الشريك ألكفء من أولويات هذا الرباط المقدس .
فالكفائة من أولى الاساسيات ، وهي تمثل الشرف والدين والخلق والتقوى ..
فالمؤمن كفؤ  المؤمنة ..فلا يمكن ان يكون الفاسق كفؤاً لأمراة عفيفة طاهرة ..
قال تعالى : ((أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لايستون))...(٢)
فسيدة النساء (سلام الله عليها ) لم يكن لها كفؤاً غير مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) 
ويرى بعض العلماء أن العرب أكفاء للعرب ..والقرشين أكفاء للقرشين .
وهذا الرباط المقدس الذي يبنى على المودة والرحمة والعاطفة يجب أن لايكون هشاً كبيت العنكبوت ..
مفهوم الأسرة السعيدة ، هو ليس تلك الأسرة التي تملك اموالاً او بيتاً فاخراً او أثاثاً مبهراً ..
فأمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن يملك إلا درعه وقد أمهر الزهراء (عليها السلام) به ..
وكانت جل آنيتهم الخزف وجلد كبش ، ورمل ناعم كان للبيت حصير ..
لكنه في المعنى ليس له في مشارق الارض ومغاربها نظير ..
قال رسول الله (ص) : ((اللهم بارك لقوم جل آنيتهم الخزف))...(٣)
ولو تفحصنا المشاكل في المجتمع وعزوف الشباب عن الزواج يرجع ، لغلاء المهور والإهتمام الكبير بالقشور والشكليات ..
وترك الاولويات والأساسيات ..
الم يقل رسول الرحمة :((افضل نساء امتي  اصبحهن وجهاً وأقلهن مهرا ..؟؟.)) (٤) 
وهل السعادة تكمن في اثاث بيت ؟؟
فهل انتن افضل من بيت الزهراء (عليها السلام) ؟؟
قال رسول الله (ص): ((هذا جبريل يخبرني أن الله زوجكَ فاطمة وأشهد على تزويجها اربعين ألف ملك، وأوحى الى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر والياقوت ، فنثرت عليهم الدر والياقوت ، فابتدرت اليه الحور العين يلتقطن في اطباق  فهن يتهادونه بينهم الى يوم القيامة ))...(٥)
فما عند الله تعالى خير وابقى ..
فالحل الوحيد لكل مشاكل الشباب ، الرجوع الى المنبع الاصيل ..
ومن بيت النور  الذي  خلق الله تعالى كل الوجود لأجلهم ،نأخذ قبس ضياء ..
لتبنى بيوت الرحمة ويعم الدفئ ..ولنهيئ  جيلاً طيباً لدولة الظهور المبارك.

(١)..النور ..٣٢
(٢)..السجدة ..١٨
(٣)..كشف الغمة 
(٤)..بحار الأنوار 
(٥)..ينابيع المودة
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=170130
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19