• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فن الاتقان .
                          • الكاتب : هاشم الصفار .

فن الاتقان

 الإنسان يحب الجمال، ويأنس به، ويحمد الله سبحانه على عظيم خلقه، وما به من أجناس وبدائع تأخذ بالألباب، وهذا الإعجاز والاتقان منه سبحانه، مقدمة جلية لحث الإنسان على إتقان العمل، والبحث عن أطر الجمال في كل صنعة يحترفها، قال رسول الله (ص): «إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه»(1)، ولا يُستثنى من هذه الدقة في تحري اتقان العمل، حتى في أشد المصائب، ومن ذلك ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): «لما مات إبراهيم ابن رسول الله (ص) رأى النبي (ص) في قبره خللاً فسوّاه بيده، ثم قال: إذا عمل أحدكم عملا فليتقن»(2). فهي منهجية إلهية، ومنظومة نبوية تتوق لإشاعة مفهوم حب العمل، والتفاني في إنجازه على أتم وجه، حتى لو كان قبراً..! فرسول الله (ص) نزل حتى لحد سعد بن معاذ، وسوّى اللبن عليه، وجعل يقول: ناولني حجراً، ناولني تراباً رطباً، يسد به ما بين اللبن، فلما أن فرغ وحثا التراب عليه وسوّى قبره، قال رسول الله (ص): «إني لأعلم أنه سيبلى ويصل إليه البلاء، ولكن الله يحب عبدا إذا عمل عملاً أحكمه»(3).
ولا يتوقف الاتقان على قدر الأجر، كما قد يخال الأمر بعض الناس، لكنه تربية روحية، ورياضة جسدية، تتناغم فيها كل طاقات الإنسان، وتصبح حالة مباركة تنبع من قلب الإنسان وروحه وعقله، وتنعكس مجتمعياً على كل عمل ينجزه، وبه دوام الذكر الحسن على مر الزمن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كنز العمال: 9128، 9129.
(2-3) وسائل الشيعة: 2 / 883 / 3481 وص 884 / 3482.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=170263
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2