تستخدم استراتيجية (رد البغل) من قبل عدد من الجماعات والكتل السياسية كآلية ارتكازية في مورد الاجابة والهروب من السؤال الموجه لأسباب الفشل في ملف الخدمات المدنية او الاداء السياسي والحكومي بشكل عام. 

اذ تعتمد هذه الطريقة في الاجابة في نقل المشكلة الداخلية في مكونات الكتلة السياسية من ناحية السلوك الداخلي ومجمل ادائها السياسي في خططها وتوجهاتها وسلوك قياداتها، وتحوبلها الى ساحة اخرى تحرف بوصلة الجواب المراد الاجابة عنه الى ساحة تحمل في طياتها وخطها العام عوامل ايجابية ومميزة تعطي بعدا في تمويه السائل الذي يتحول بمجرد السؤال الى خصم يجب رده بطريقة تضيع عليه سؤاله الاساسي وينشغل بطبيعة الاجابة وعواملها الايجابية والمميزة. 

ماهي استراتيجية رد البغل:
في المثل الشعبي العراقي الدارج على لسان اهل الامثال والحكم يقال ان احدهم سئل البغل مستفسرا:
 من هو ابوك؟
 فأجابه البغل بسرعة:
 خالي الحصان. 
في حركة سريعة لتمويه السائل عن عيب ودونية اب البغل (الحمار) عن سمو ورفعة وجمال الام (الفرس) الناتج عن تزاوجهما مولود هجين هو البغل الذي تهرب من نسب ابوه الحمار الى نسب امه الفرس، فهو بهذه الطريقة في الجواب نقل السائل ذهنيا من مساحة (الاب الحمار) الوضيع اجتماعيا الى مساحة (الام الفرس) المحمود اجتماعيا وفوت على السائل فرصة الوقوف على علة اساسية وحقيقة واضحة في تكوين البغل من ناحية النسب والشكل. 

تنسحب هذه الاستراتيجية في الرد من قمة الهرم القيادي الى المراتب الدنيا من جمهور واتباع المجاميع السياسية وباتت ثقافة روتينية في فن الرد والمواجه كآلية معتمدة تتجاهل معالجة الخلل المركزي في بنية التنظيم السياسي في القدرة على صناعة الافكار البناءة وتنشئة جيل وكوادر قادرة على مواكبة ايقاع التطور ومدربة على الاعتراف بالقصور والتقصير وقادرة على معالجة اسباب الفشل وتحويل عوامله السلبية الى فرص نجاح. 

ان عوامل واسباب النجاح المتوافرة على مستوى الامكانات والقدرات المتنوعة لو رافقها نية صادقة ونفس كريمة مع تخطيط صحيح لاستطاعت ان تغلق عشرات الملفات المزمنة التي يعاني منها الناس ولوفرت فرص عمل كثيرة تنقل الاف الاشخاص من مورفين التحشيش والتناحر والتسقيط عبر تطبيقات برامج التواصل الاجتماعي الى امة جادة وواعية ونظيفة سليمة التفكير والمنطق والسلوك.