• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : علي (عليه السلام) وفتوى الحفاظ على الأعراض .
                          • الكاتب : منتهى لفته البزوني .

علي (عليه السلام) وفتوى الحفاظ على الأعراض

عندما يدخل اللص الى بيت الرجل ويسرق قد لا يلام الرجل إذا كان اللص محترفاً مجيداً لعمل السرقة، متقناً لأساليب الشياطين وألاعيبه، إلا أن اللص إذا اعتدى على كرامة امرأة في بيت يسكنه رجل أو رجال، فلا عذر يقبل لمعتذر، فالشرف الرفيع لا يسلم من الأذى، حتى يراق على جوانبه الدم، كما قال الشاعر العربي مفتخراً بغيرته.
     وكانت العرب تعير من يخاصم امرأة فليس الخصام إلا بين الرجال، فقد كتب القتل والقتال عليهم ولم يكتب على النساء، نعم المرأة قد تكون ضحية الحرب لكنها لا تكون كذلك حتى تكون الرجال تحت الرمال.
  وعندما دخل اللصوص والأوباش باسم الدين الى مدن المناطق الغربية لم يسلم منهم أحد، فلا رجل عندهم له كرامة، فمعنى الكرامة ليس موجوداً في قاموسهم، وأما المرأة فهي كائن ليس له قيمة، ولا يحترمون وجودها.
 وأول سؤال خطير عصف بأذهان أهل تلك المناطق هل توجد قيم لهؤلاء الداخلين باسم حمايتنا أم سنكون عندهم عبيداً؟ 
    وكشفت الأيام نوايا القادمين، فانكشف المغطى من العاهات التي يحملونها فلا دين يشبه الدين ولا خلق يشبه الخلق بل صلافة وجمود وطوفان من مشاعر الكراهية لكل وجود، تتراقص في أذهانهم شبه المرضى وتتكلم ألسنتهم بكلام التقوى، لا تهدأ لهم همة في إضعاف غيرة الرجال، ولا تنكسر لهم شوكة في تغيير دين الأجيال.
    أما المرأة فهي سلعة يتناقلونها لا كرامة ولا رأي وفتحوا لكرامة الانسان مقبرة حتى بادرت الغيرة العلوية بإصدار فتوى الدفاع عن المقدسات والمرأة كانت القيمة الكبرى في تلك المقدسات وجاءت النفوس الأبية لا تعرف شيئاً أرخص من نفس تبذل من أجل عرض امرأة يهتك، وقد مر شريط الأحداث عندما هاجم بعض الأوباش بعض مناطق الأنبار فكانوا يجرّدون النساء من حليهن، فقال الامام علي (عليه السلام): «لقد بلغني أنّ العصبة من أهل الشام كانوا يدخلون على المرأة المسلمة، والاُخرى المعاهدة، فيهتكون سَترها، ويأخذون القناع من رأسها، والخرص من اُذُنها، والأوضاح من يديها ورجليها وعضديها، والخلخال والمئزر من سوقها، فما تمتنع إلّا بالاسترجاع والنداء: ياللمسلمين، فلا يُغيثها مغيث، ولا يَنصرها ناصر. فلو أنّ مؤمناً مات من دون هذا أسفاً ما كان عندي مَلوماً، بل كان عندي بارّاً محسناً» فعاد التاريخ لتلك المنطقة من جديد بنفس الأهوال والآلام، فكانت التضحيات لا تفرق بين امرأة وأخرى، فالكل عرض المسلمين والنفس رخيصة من أجله.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=170423
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12