• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : فؤادي في الهوى ما زالَ طفلا .
                          • الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني .

فؤادي في الهوى ما زالَ طفلا

قالَ لي صاحبي وهو يحاورني هل انطفأت في قلبك

جذوة الحب فلم تكتبْ قصيدة غزل فأجبتُه بقصيدتي

 

فؤادي في الهوى مازالَ طفلا

وإنْ أصبحتُ في السِّتينَ كَهْلا

 

رأيتُ الحُّبَّ في الستينَ أسمى

مِنَ العشرينَ عاطفةً وفضلا

 

فشيبُ الرأسِ يمنحُهُ وقاراً

ومِنْ نزقِ الشبابِ الحِلمُ أولى

 

ودينُ الحبِ قد باتَ اعتقادي

بغير ِظلالهِ لن استظلَّا

 

فيا منْ ظنَّ إشفاقاً صلاحي

وظلَّ يلومني في الحبِّ جهلا

 

بلا جدوى ملامُكَ ياعذولي

فلستُ بسامعٍ في الحبِّ عذلا

 

فإنّي تائبٌ عن كلِّ ذنبٍ

ولستُ بتائبٍ عن حبِّ ليلى

 

ولا أرضى سواها في فؤادي

حبيباً أن يقيمَ وأنْ يحلّا

 

 

وإنْ يطرقْ هواها الطهرُ قلبي

يُجبْهُ بلهفة أهلاً وسهلا

 

 

وإكراماً وحبّاً إذ يوافي

أمامَهُ أنثرُ الطرقاتِ فُلّا

 

وأنظمُ فيهِ ألحاناً عذاباً

بمحرابِ الهوى سوراً ستُتلى

 

أقامَ الحبِّ في أسمى مكانٍ

قد اتخذَ الفؤادَ لهُ محلّا

 

بهِ ترقى طبائعنا فنسمو

ونأبى أنْ نُذَلَّ و أنْ نُذِلّا

 

هواها يستجدُّ معَ الليالي

وباقٍ كالزمانِ فليسَ يبلى

 

وفي عينيَّ تحلو كلَّ يومٍ

أراها من نساءِ الكونِ أحلى

 

وإن طابَ الفراقُ لها فقلبي

وفيٌّ عن هواها ما تخلّى

 

 

فليلى من جمالِ اللهِ صيغتْ

تروقُ شمائلاً وتسرُّ شكلا

 

على أكتافِها شلّالُ ليلٍ

يُضيءُ ظلامَهُ بدرٌ اطلّا

 

نظمتُ لها قوافي الشعرِ عقداً

ثميناً من عقودِ الماسِ أغلى

 

يشعُّ بجيدها مثلَ الثّريّا

وتسحبُ فيهِ ثوبَ الفخرِ دلّا

 

بُليتُ بخافقٍ للحسنِ يعنو

ويملكُهُ الجمالُ إذا تجلّى

 

يرفُّ له كعصفورٍ تهاوى

يكادُ منَ الأضالعِ أنْ يُطلّا

 

يذوبُ بهِ هوىً ويهيمُ وجداً

فلم يتركْ وقاراً لي وعقلا

 

 

بنارهِ يستحيلُ الى رمادٍ

وكم يجدُ انتشاءً حينَ يصلى

 

 

ويشقى حينَ ينظرُهُ بعيداً

ويسقيهِ الأسى نهلاً وعلّا

 

رويدَكَ أيُّها القلبُ المعنّى

لقد أرهقتَني بالحبِّ مهلا

 

 

تُقحّمُني مخاطرَهُ اقتساراً

وتدفعني بها كالغرِّ جهلا

 

إذا هجرَ الحبيبُ بكيتَ حزناً

وإنْ وافى تكنْ نشوانَ جذلا

 

 

فيا مَنْ قدْ غزتْ بالحسنِ قلبي

ملأتِ القلبَ من عينيكِ نبلا

 

فرفقاً بالأسير فقدْ تدمّى

وعطفاً لا تزيدي الأسرَ غلّا

 

رأيتُ البدرَ من كفّي قريباً

وعنقودَ المنى لي قد تدلّى

 

وإنّي لستُ أرجو نيلَ وطرٍ

ولستُ أرومُ في لقياكِ بذلا

 

ولا أبغي التعانقَ في التلاقي

ولا لثمَ الشفاهِ وأنتِ خجلى

 

 

فحسبي أنْ تكوني كلَّ يومٍ

كوجهِ الشمسِ مشرقةً وجذلى

 

حياتي في يديكِ فلا تجوري

عليَّ حكمتِ بالهجرانِ قتلا

 

وجرّعني الأسى كأساً دهاقاً

غصصتُ بشربها نهلّاً وعلّا

 

لقد شابهتِ في ظلمي الليالي

فلم أرَ منكِ إنصافاً وعدلا

 

تنثُّ سرورَها دنيايَ طلّاً

وتمطرني منَ الأشجانِ وبلا

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=170454
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29