• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ماذا تُريد؟ .
                          • الكاتب : حسين فرحان .

ماذا تُريد؟

 -تُريدُ أنْ تنفردَ برأيك؟
لك ذلك، لكنّك ستحتاجُ للآخرين ولن تجدَهم.
- تُريدُ أنْ تكونَ انفصاليًا؟
يُمكِنُك ذلك، لكنّك ستؤكَل.
- تُريدُ أنْ تُصبِحَ جزءًا من تصوّراتٍ خاطئةٍ في أذهانِ البعض؟
لك ذلك، لكنّك ستكونُ بلا انتماءٍ حقيقي.
- تُريدُ أنْ تُصبِحَ غنيًا ومن أصحابِ الملايين والنفوذِ والسُلطةِ بفضلِ انتمائك السياسي؟
الأمر يسيرٌ، لكن تذكّرْ أنَّ البيئةَ التي تُحيطُ بقصرِك خرابٌ تام، وسينظرُ لك الفقراء بازدراء.
- تُريدُ أنْ تُهاجِرَ وتلجأ لدولِ الغرب هربًا؟
الأمرُ مُتاحٌ، وقواربُ المُهرِّبين جاهزة، لكن تذكّرْ أنَّ سنواتِ الغُربةِ لن تمنحَك وطنًا.
- تُريدُ أنْ تتحزّب؟
الأمرُ مُتاحٌ لك، لكن تذكّرْ أنّهم فاسدون، وستغرقُ معهم حينَ يغرقون.
- تُريدُ أنْ تظهرَ صورتُك في الإعلامِ وتكونَ ناطقًا باسمِ أجندةٍ سياسيةٍ مُعينة؟
ما أيسرَ ذلك، لكن تذكّرْ أنَّ الأجنداتِ لا تبقى، وتزولُ بزوالِ الأحزاب..
تُريدُ أنْ تقفزَ قفزاتٍ غير مشروعةٍ تسريعًا لتحقيقك جُزءًا من طموحاتِك؟
نعم يُمكِنُكَ ذلك، لكنّك ستسقطُ بأسرعِ ممّا صعدت.
- تُريدُ أنْ تتنكّرَ لانتمائك بحُجّةِ الحداثةِ وترتدي ثوبًا غيرَ ثوبك؟
الأمرُ بسيطٌ ولا يحتاجُ سوى تغييراتٍ في طريقةِ الكلامِ والملبسِ وبعضِ التصرُّفاتِ وربما بعض الدوراتِ في -ما يسمّى- بالتنميةِ البشرية، لكنّك ستدخلُ متاهةً كبرى لن يضمنَ لك أحدٌ الخروجَ منها.
- تُريدُ أنْ تنتقصَ من رموزٍ وأشخاصٍ ينظرُ العالمُ إليهم باحترامٍ ولهم دورٌ كبيرٌ في حفظِ البلد؟
يُمكِنُك ذلك، لكن تذكّرْ أنَّ من تُحاوِلُ نيلَ رضاه -ببغضِ رموزك- لم يتخلَ هو عن رموزه، وإنّه يُجرِّدُك من كُلِّ شيء.
- تُريدُ أنْ تضربَ بالشرعِ وبالقوانين عرضَ الجدار، وتحتكمَ إلى عشائريتك ونفوذِك الحزبي؟
لك هذا، ولكنْ تذكّرْ أنّك تحتكمُ إلى سراب.
- تُريدُ أنْ تكونَ مُتحرِّرًا لدرجةِ الإلحادِ والشذوذ؟
يُمكِنُك ذلك، ولكن تذكّرْ أنّك ستكونُ منبوذًا في مُجتمعٍ يرفضُ مجونك.
- تُريدُ أنْ تتنكّرَ لدينِك ومذهبِك ولتاريخِ أرضك وعاداتِ أهلك وتقاليدِهم بحُجّةِ الوعي والثقافة؟
لك ذلك، فلا إكراهَ في شيءٍ منها، لكن تذكّرْ أنّها أشياءٌ لا يُمكِنُ استيرادُها، وستبقى من دونها مُجرّدَ قشرة.
- تُريدُ أنْ تتعاطى ما يُذهِبُ بعقلك من مُسكِّراتٍ ومُخدِّراتٍ؟
لا أحدَ سيمنعُك، لكن تذكّرْ أنّك ستكونُ شيئًا تافهًا لا قيمةَ له.
- تُريدُ أنْ تتنصّلَ عن ثقافتك، وتستوردَ ثقافةً أخرى تنسِفُها بها لأنّ مُصطلحاتِها أعجبتَك وعناوين كتبها أغرتك؟
لك ذلك، لكن تذكّرْ أنّك ستكونُ كالحمارِ الذي يحملُ أسفارًا.
- تُريدُ وتُريدُ وتُريد.. يُمكِنُك أنْ تفعلَ كُلَّ ما يحلو لك في زمنٍ تحرّرَ فيه الناسُ أكثرَ ممّا ينبغي، لكن تذكّر أنّ ما تُريدُه وما تسعى إلى تحقيقِه لا يعني بالضرورةِ أنْ يجعلَ منك إنسانًا.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=170501
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29