• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عاشوراء علامة النَّصر. .
                          • الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو .

عاشوراء علامة النَّصر.

مكاسب عاشوراء في كلِّ حربٍ تكادُ تُلمس باليد, وتُرى بالعين , والطريف أن مدى الانتصار يبقى أثرُهُ طويلاً لا تمحوه الأيام.

وأضربُ لك مثلاً من زمنٍ عاصرناه, وآخر من عصرٍ قرأنا عنه, وثالثاً من ظرفٍ عايشناه.

فأمَّا الذي من زمنٍ عاصرناه فتضييق نظام الطاغوت الصَّدَّامي المقبور على الشعائر, ولا يزال البعض من كبار السنِّ يذكر كيف كان الرفاق البعثيون يركلون قدور (التمن والقيمة) بأرجلهم, وكيف مُنعت الزيارة, والمشي, ورفعُ الأصوات بالصلوات في الضرائح المقدَّسة, واعتقال الخطباء وقتلهم, وغير ذلك.

وكان من عاقبة هذا التضييق أن هرب شيعة العراق في أصقاع الدنيا ويفاع الأرض, شرقاً وغربا, وهناك رفعوا للإمام الحسين – عليه السلام – على كلِّ ساريةٍ راية, ونصبوا له في كلِّ موطنٍ مأتما, وأقاموا عليه في كلِ بقعةٍ عزاءَ, فإذا البكاء يجري من عيون السحاب, والنعيّ يصدر من هدير الرعود, وإذا طف كربلاء صار كلَّ الأرض, وأنصار الإمام الحسين هم النجوم والجبال والشمس والقمر, وانتشر اسمه – عليه السلام – انتشار الريح الطيبة عند حلول الربيع.

وشاء الله أن يرفع ذكره – سلام الله عليه –

000

ومن الزمن الذي قرأنا عنه قتلُ الإمامِ الحسين – عليه السلام – وأهل بيته وأنصاره بحيث كان شعار القتلة: لا تُبقوا لأهل هذا البيت باقية.

ولكن شاء الله أن ينصر وليَّ الله على لسان أَمَة الله, امرأةٍ ذات قلبٍ قويّ, ولسانٍ بليغ, ومنطقٍ معجز نعت قتيل الله بأحسن نعي في خطبةٍ لا تزال حديث السامر, وأنيس الخاطر, وفضحت أكذوبة هذا النصر المزيف, فتشرت مظلوميَّة الإمام الحسين عليه السلام في مجلس يزيد, وأوضحت حقائق كربلاء في خطبة الكوفة.

ثم شاء الحظ العاثر مجدداً ليزيد القرود والفهود أن يقع في فخِّ بيانِ الإمام السجاد – عليه السلام – فطلب منه أن يصعد أعواد المنبر , فإذا به ينزل بخذلان يزيد – عليه اللعنة –

000

ومما عايشناه الآن, وأنا أراقب الأخبار, وأتتبَّع الأحداث, فإذا بعض القنوات النَّاصبية التي لم تنقل عن عاشوراء خبراً من الأخبار فيما مضى,ولا صوَّرت منه شعيرةً من الشعائر فيما سلف,إذا بها تنقل بعض مقاطع اللطم والعزاء من قاعة البرلمان العراقيّ, وما فعلت ذلك من قبل, وما كانت ترضاه, ولعلَّ الله تعالى شاء أن ينشر هذه المظلومية من تلك الأفواه القذرة النتنة رغماً عنها.

ولا بدَّ أن بعض النَّاس ممن يهتمَّ بتراث الشعوب وحضاراتها, أو ثقافة المجتمعات ومذاهبها, أو ممن لديه حبّ الفضول, أو نهم الاستطلاع سيتساءل عن هذا اللطم على الصدور ما هي الغاية منه, وعلى مَ هذا الأمر, فلو أن واحداً من النَّاس بحث وعرف الحقيقة فهذا نصرٌ لعاشوراء الدمِ من حيث أرادوا له الهزيمة, وشياعٌ للسبط الشهيد من حيث شاءوا له الكتمان, وذكرٌ للإمام الحسين من حيث رضوا له الخمول.

وسلام الله على الصادع بالجهاد في عاشوراء صلاةً.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=171506
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 08 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16