• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : قراءة في كتاب .
                    • الموضوع : هكذا تكلم خُرافة وقفات مع ليث العتابي .
                          • الكاتب : حسنين جابر الحلو .

هكذا تكلم خُرافة وقفات مع ليث العتابي

عندما تقرأ اي كتاب ، تذهب في البداية إلى العنوان والكاتب والفهرسة، لأن القراء قد يستهويهم العنوان ، أو الكاتب ، أو الفكرة .
ولكن، عندما تقف على كتاب ، لا يوجد فيه كاتب ، فهذه هي المحنة ، إذ تحتاج إلى المعرفة تلو المعرفة لتعرف ذلك .
وصناعة الخرافة، من الموضوعات التي شغلت الكتاب ، لاسيما من لم يضعوا اسمائهم على اغلفة الكتب ، كما يتحدث العتابي ، لقد أراد صانع الخرافة ان تكون صنعته مشتتة ، ليجعل عملية التتبع صعبة ، ليقوم الكاتب المختص والمقتدر فقط ، على جمع الشتات ، ورسم الصورة ، وربما لا يشكل خرقاً تاريخياً وعلمياً واضحاً .
وتتشكل عند المؤلف قصة كتاب " دبستان مذاهب " بعّده من الكتب مجهولة المؤلف ، وهذه الظاهرة خطيرة لا تقل عن ظاهرة سرقة الكتب .
يقف الكاتب عند سؤال من هو خرافة ؟ وبعد العرض اللغوي والاصطلاحي ، يصل إلى أنه اسم علم ، وهو رجل من بني عذرة أو جهينة اختطف الجن ثم رجع إلى قومه فكان يحدث بأحاديث مما رأى يعجب منها الناس فكذبوه فجرى على السنة الناس .
ويعطف بعدها ، ان ظاهرة الكتب المجهولة ، اي خرافية التأليف والمؤلف كثيرة جدا ، ولها أهدافا وغايات . ذكر بداية أسباب عدم التصريح بالاسم ، منها السياسية والدينية والاجتماعية وغيرها ، مما جعلها ظاهرة في الألقاب والأسماء المستعارة أو المجهولة .
وأوضح العتابي بعضا من الكتب والمؤلفين كنماذج لهذه الأسباب، ووجد ان هناك أمثلة تاريخية على الخرافات والتزييف والافتراء من شرحبيل بن سعد مرورا بالزهري والطبري وغيرهم ، وصولا إلى صورة الشرق والإسلام في أساطير أوربا والغرب بثلاثة أسباب رئيسة: منها الاعتماد على تراث العصور الوسطى ، والاعتماد على كتابات المستشرقين السابقين الأوائل، والاعتماد على مارسمه الاستعمار من صور مشوهة عن الشرق .
وهنا يتم اذكاء الافتراءات والنفخ في الخرافات ، فمثلا ما فعله المستشرقون من أحياء بعض الأفكار الاقصائية ، والعدائية لكل فكر إنساني، ليستفيدوا منه ، ويحيوه في شكل جديد ، هو الفرقة الوهابية ، التي اتخذت فكرهم دستورا ، وزادت عليه من أجل التغذية الايدلوجية الاستعمارية .
وتبين ذلك في نمطية المستشرقين والقرآن الكريم وانتقائيتهم في الدراسة القرآنية، بل وصلوا إلى تحريفه، وبعضهم كتب حتى عن " دبستان مذاهب " أمثال وليم جونز ، وفرانسيس غلادوين، وغارسان دي تاسي وغيرهم .
ثم ذهب العتابي إلى بيان ماهو كتاب " دبستان مذاهب " ؟ من خلال تعدد اوصافه ، وكثرت الكلام عنه ، والتبويبات الحاصلة في تمثله ، وفيه ادعاءات كثيرة أمثال سورة النورين وما شابه ذلك ، وبعدها يسأل : من هو مؤلف هذا الكتاب ؟
منهم من يقول انه " كيخسرو اسفنديار " أو " أزر " أو" كيوان " أو " براهمي" ، والآخر يقول اخفى اسمه لأنه مرتد مما جعل هناك إثارة لتساولات مختلفة ومحيرة .
حيث أورد الباحث تفصيلات مختلفة عند بعض المستشرقين والعلماء حول ظهور الكتاب والخرافات ، والجدلية الحاصلة من الشيعة أو غير ذلك ، ودور بعضهم في نشر بعض الأفكار السلفية والمصنفات والكتب المجهولة أو التي لا يعرف مصنفوها .
واختتم المؤلف كتابه باضافات وملاحق مهمة ، كان أبرزها السرقات الفكرية مرض لاشفاء منه ، انحدرت عنه مسافة فهم السرقة الفكرية ، لضعف المباني والآراء وتشويه المعرفة ، وإقصاء جهد الآخر، وهذا واقع في حياتنا هذه الأيام، لابد من مخرج يشفي المجتمع.
حقيقة الوقوف عند ملامح هذا الكتاب يحتاج إلى حفريات ، إذ عمل العتابي على إظهار بعض المخفي من الدرامات الكتابية المتلونة ، ادعو القاريء الكريم إلى تصفحه وفهم محتواه .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=171516
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 08 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19