• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التنجيم في الميزان القرآني والسنة (ح 1) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

التنجيم في الميزان القرآني والسنة (ح 1)

علم التنجيم هو دراسة الحركات والمواقع النسبية للأجرام السماوية من نجوم وأقمار ومجرات والتي تؤثر على أشكال الحياة. وقد اشتهر منذ القرن الثامن الهجري. والغالبية العظمى من المذاهب الاسلامية تحظر التنجيم وخاصة الأبراج كما ورد في القرآن والسنة وخاصة تأثيرها في الأحداث التأريخية والاخلاق والدين، فهؤلاء المنجمون لا يعلمون الغيب كما يدعون. من الآيات القرآنية حول علم التنجيم "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ" (المائدة 3)، و "إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (لقمان 34)، و "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ" (الحج 18). فالنجوم ليست للحوادث التأريخية وانما هي للزينة ورجوما للشيطان "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ" (الملك 5)، وعلامات يهتدى بها "وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ" (النحل 16).

قال أمير المؤمنين عليه السلام لبعض أصحابه لمَّا عزم على المسير إلى الخوارج فقال له: يا أمير المؤمنين، إنْ سِرْت في هذا الوقت خشيت أن لا تَظفر بمرادك من طريق علم النجوم فقال عليه السلام: أتزعم أنَّك تهدى إلى الساعة الّتي من سار فيها انصرف عنه السوء، وتخوِّف الساعة الّتي من سار فيها حاق به الضرّ، فمن صدَّقك بهذا فقد كذَّب القرآن، واستغنى عن الاستعانة بالله في نيل المحبوب ودفع المكروه، وينبغي في قولك للعامل بأمرك أن يُوليك الحمد دون ربِّه، لأنَّك بزعمك أنت هديته إلى الساعة الّتي نال فيها النفع وأمِنَ الضرّ. ثمَّ أقبل عليه السلام على الناس فقال: أيَّها الناس، إيَّاكم وتعلَّم النجوم إلّا ما يُهتدى به في بَرٍّ أو بحر، فإنَّها تدعو إلى الكهانة، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار، سيروا على اسم الله.

ويسمي علماء الشريعة علم التنجيم بعلم الخرافات، وليس له علاقة بعلم النجوم الذي يحدد الاوقات والازمان والفصول واتجاه القبلة، وهو فرع من فروع علم الفلك. أما علم التنبؤ والتنجيم بالتكهنات، وما يسمى بالكهنة، فهو محرم، كالتكهن بحوادث الناس نتيجة حركة النجوم وهو يشبه السحر. وكانت الجاهلية تؤمن بأن الشمس لا تنكسف والقمر لا ينخسف الا بموت عظيم. جاء في سؤال للمرجع الاعلى السيد علي السيستاني: نشاهد في القنوات الفضائيّة بعض البرامج التي تخبر عن موضوع الأبراج، فهل هو معتبر؟ الجواب: لا اعتبار به وإن لم يكن من التنجيم المحرّم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=171570
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 08 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19