• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لا تجامل يا ملك الاردن خارج سياق الربيع العربي 2 .
                          • الكاتب : هاني الشافعي .

لا تجامل يا ملك الاردن خارج سياق الربيع العربي 2

 دائما ما أنظر إلى تصريحات عاهل الأردن بشئ من الأهمية والاعتبار وذلك لأنه يختلف في رؤيته عن بقية حكامنا العرب سواء فكرا أو عمرا أو اتجاها
 
 تسقط العروش من حوله والجمهوريات بفعل الثورات ودعاوي التغيير وستبقى الأردن كما هي فالعاهل مرن وحكيم إلى حد بعيد يذكرني بوالده إبان فترة الخمسينات من القرن المنصرم فلقد عبر بمملكته عبر القلاقل وثورات التحرر وغيرها بحنكة بالغة دون أن يصيب الأردن منها بشئ
 
قابل العاهل الأردني يوم الأثنين الماضي وفد منظمة (جي ستريت) الأمريكية وبعد اللقاء صدر بيان عن الديوان الملكي  جاء فيه : "إن المسئولية تقع على عاتق الجميع في السعي لتهيئة الظروف المناسبة لإطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وصولا إلى حل الدولتين الذي يشكل السبيل الوحيد لتعزيز الأمن وتحقيق السلام في المنطقة ".
 
 وكأن الملك بكرم الضيافة العربية يجامل الوفد فصدر عن الديوان ذلك البيان ولم يريد إحراج الوفد الأمريكي اليهودي وصدمه بأن عملية السلام ماتت منذ أمد وبحلول الربيع العربي أصبحت في مثواها الأخير تحت الثري
 
أعتقد أنه التفسير المنطقي ولا أعتقد أن رأي الملك ولا أي أردني تلك المقولة التي جاءت في البيان الملكي
 
فلم يعد هناك ( جميع ) فالرباعية الدولية لم يتبق أحد منها مشغولا أصلا بالشأن الفلسطيني الإسرائيلي فبريطانيا مشغولة بمشاكلها الداخلية شأنها شان دول أوربا مابين إفلاس واقتصاد منهار كما أن كاميرون انسلخ عن السياسة الأمريكية خاصة فيما يتعلق ببعض الملفات الهامة لإنعاش اقتصاده منها تصدير السلاح البريطاني وفتح أسواق لذلك .
 
أما روسيا فلقد أبعدتها إسرائيل عن التأثير منذ أمد كما أن بوتين لا هم له إلا بترتيب بيته الداخلي وصراعه مع الغرب وتحديات امن روسيا وملفات أهم بكثير من الملف الفلسطيني الإسرائيلي.
 
أما عن الأمريكان فحدث ولا حرج عن انشغال مؤسساتهم جميعها بملفات أخطر وأعمق من إقامة دولة فلسطينية , فأوباما مشغول بالانتخابات وإلهاء المجتمع الأمريكي سواء بتجديد شبح القاعدة أو مخاطبة الشواذ أما المخابرات الأمريكية فمشغولة بركوب جواد الثورات العربية حتى لا يخرج عن السيطرة ، وكذا وزارة الخارجية فمشغولة في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن تقوم بإعداد القوانين لهما سواء المتعلقة بسوريا أو إيران أو تقوم بزيارات لذات الملفين فقط وكأنها أصبحت وزارة لذات البلدين .
 
أما مصر فغارقة في تحديات الثورة وصراع الوجود ما بين المخابرات الأمريكية وأعوانها من جانب والقوى الشعبية والثورية من جانب آخر .
 
أما طرفي المفاوضات فالجانب الفلسطيني صامت متأمل للمشهد العربي الآخذ في التغير والتبدل في ظل الربيع العربي كما يواجه لملمة ذاته المتناثرة والمنقسمة عبر الانتخابات القادمة
 
أما إسرائيل فإنها تعد العدة للحرب على إيران تجهز الجبهة الداخلية لذلك من خلال حكومة منتخبة وإكمال القباب الحديدية لتشمل كل مدن إسرائيل وسمائها كما أنها متربصة بالثورات على حدودها الشرقية والغربية وتتابع المواقف والاتجاهات المختلفة وتضع السيناريوهات للاحتمالات الواردة في المستقبل القريب فاهتمام اسرائيل مثلا بملف دول حوض النيل الآن اكبر وأهم بكثير من المسألة الفلسطينية أو المفاوضات مع الفلسطينيين لمواجهة استقرار الثورة المصرية
 
وعن حل المفاوضات أصلا كخيار لا يصلح الآن ولا يستقيم في ظل منطقة متبدلة متغيرة يعاد تشكيلها من جديد فلا يملك الفلسطينيين ما يقدمونه أصلا من تنازلات بعدما قدموه عبر القرن المنصرم ولا يملكون بعدا عربيا يساند حقوقهم في تلك الفترة فمسالة جلوسهم على موائد المفاوضات الآن يعد من الجرائم التي قد تؤثر على القضية الفلسطينية فيما بعد .
 
كما أن حل المفاوضات لا يستقيم أو يحقق مصلحة نفعية لإسرائيل فإسرائيل إن كانت تجلس على طاولة المفاوضات تراوغ ويبتسم مسئوليها فما كان ذلك إلا لتحقيق مصالح مباشرة مع الأنظمة العربية التي كانت موجودة والتى تتبدل الآن وتتشكل من جديد.
 
وقد جاء في البيان أن حل الدولتين يشكل السبيل الوحيد لتعزيز الأمن وتحقيق السلام في المنطقة , لكن ذلك لا يجوز بعد عام الثورات العربية فلن يتحقق الأمن والسلام في المنطقة بحل القضية الفلسطينية وحدها الآن فالربيع العربي لم يهدأ بعد والمخابرات الأمريكية لم تكف يدها عن مصائر شعوبه ولا حكامه وإسرائيل عازمة على إشعال المنطقة بحرب إيران
 
فيا ملك الأردن الكريم لا تجامل فالسلام – المشبوه - بين العرب وإسرائيل لن يخرج عن كونه خارج سياق الربيع العربي ، والسلام في المنطقة لن يتحقق إلا بزوال المشروع الصهيوني في فلسطين برمته ( بزوال إسرائيل )
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
 
إفادة == منظمة "جي ستريت", مجموعة أمريكية يهودية تدعم حل الدولتين وتتخذ مواقف رافضة لسياسة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية .
 

يذكر أيضا أن المنظمة -التي عبرت في أكثر من مناسبة عن قلقها من سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية تدعم حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل على أساس حدود 1967, كما أنها تنادي بالوصول إلى سلام شامل في الشرق الأوسط من خلال البناء على مبادرة السلام العربية. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=17204
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28