انور المحبوب.. شاب وسيم عشريني، عائلة غنية، منزل فاره، سيارة حديثة..
تبدا القصة عندما يطلب منه والده استلام حوالة من احد مكاتب الصيرفة..
اوصاه أن يذهب مباشرة دون ان يأخذ معه احد.. ركب انور "السيارة" وهو يدندن بأغنية..
في الطريق اتصل بصديقه "ع".. رن الهاتف بنغمة "ما".. كان الصديق في غرفة خالية من كل شيء الا من فراش بسيط.. متكأ.. وهو في فراغ كفراغ الغرفة..
أخبره -انور- ان لديه عمل باستلام حوالة ودعاه للخروج..
وصل انور الى بيت الصديق، كان في منطقة اشبه بالعشوائية، او "الحواسم".. ركب "ع" السيارة وذكر كلمة "ما"..
- الى اين نحن ذاهبان؟
- "راح اعزمك بهيل وليل" (كوفي شوب)
وصلا الى مكتب الصيرفة واستلم انور ٥٠٠٠ دولار..
وصلا الى الـ"كوفي شوب"، وطلبا "كابتچينو" و"ارگيلة"..
"ع" وهو يجر نفس "الارگيلة"، كان يفكر بالـ ٥٠٠٠ دولار..
في طريق العودة كان الظلام قد حل.. طلب "ع" من انور ان يمر بطريق "الحولي" لانجاز "شغلة" ما..
توقفت السيارة وطلب من انور الترجل للتحدث في الهواء الطلق.. وبعد خطوات، اخرج الصديق الغادر سكينه، وطعن انور وفر بالـ ٥٠٠٠ دولار..
بقية القصة طبيعية.. ينقل انور ويفارق الحياة في المستشفى.. الاب ينهار من الصدمة.. يتم القاء القبض على الصديق الغادر.. يعترف بالجريمة.. ويندم على اقترافها..
بوادر اعمال فنية بـ"فيلم" قصير يتحدث عن امكان الغدر من الصديق، ويحذر من الوثوق والاطمئنان بكل احد.. وان عاقبة ذلك الندم والاعدام او المؤبد..
ولكن..
ما اسم الصديق الغادر؟
ما هي النغمة؟
ما هي الكلمة؟
لقد تم اختيار كل ذلك بعناية!
اما الغادر.. فاسمه "علي"
واما النغمة.. فـ "لطمية"
واما الكلمة والتي كان يرددها في قيامه وقعوده.. فهي "ياعلي"
"علي" الغادر "فگر" بلا عمل يسكن "الحواسم"، نغمته "لطمية" يقوم ويقعد مستعينا بـ "علي".. فهو بلا رحمة، بلا انسانية، بلا مباديء.. قاتل غادر سارق..
لقد تم اختيار كل عناصر "الاقتران الشرطي" بدقة.. وان لم يكن كذلك، فالاختيار كان بمنتهى السذاجة.. وان لم يكن قصد في الاختيار فالتقديم كان بمنتهى الغباء.. للغفلة..
ان هذا المحتوى انموذج مما يقدمه دهاة الاعلام..
بل من ابسط فرد كبير، شاب، طفل تغذى على انغام الطائفية..
بين فترة واخرى.. يتم التركيز على بعض سلبيات وممارسات يقوم بها بعض الافراد اجتهادا، او عفوية.. تنسب وتلصق باتجاه اخر ظلما..
من جهة أخرى.. فإن كثيرا من الممارسات المستهجنة والمثيرة للجدل، تغذيها جهات مدسوسة..
ومن زاوية أخرى.. الا ينبغي الحذر عن العفوية والطيبة الزائدة التي تشبه الهبل والكف عن سذاجة التعبير عن الحب، والرقي بالمشاعر والشعائر واعتماد الموروث لانه الصافي الذي شذبته السنين.. ينبغي تضييع الفرصة والوقوف للحد من تلك الممارسات قبل ان يتصيد سلبياتها مثيرو الجدل والدجل..
|