هل لديك أولاد مراهقون..؟
هل تريد أن تعبرهم لبر الأمان..؟
تعال إذن لنقف معك وهذه المرحلة الحرجة في عمر الإنسان؛ لكونها مرحلة انتقال من مرحلة الصبا الى مرحلة البلوغ والشباب، يعرف علماء النفس مرحلة المرهقة بأنها المرحلة التي تبدأ من البلوغ إلى اكتمال عمر العظام حيث تنتهي باستقرار النمو العضوي عند الفرد (وهذا يقع عادة ما بين السن [12- 18] على تفاوت بين الآخرين) .
أما علماء التربية، فيعرفونها بأنها فترة نمو شامل ينتقل بها من مرحلة الطفولة والاعتماد على الغير، إلى مرحلة الرشد والاعتماد على النفس.
وعلى أولياء الأمور مراعاة التغييرات التي تحدث لأبنائهم في هذه المرحلة العمرية؛ كي يستوعبوهم ويتمكنوا من احتضانهم ولملمة أفكارهم المبعثرة ورغباتهم المتغيرة وذائقتهم الغريبة بكل وعي وسعة صدر.
نأتي الآن لنعرف أهم التغييرات التي يمر بها المراهق ومنها: التغييرات الجسدية كإفراز الهرمونات الداخلية، والتحولات في الحجم والشكل، والتغير الحاصل في الصوت والشعور بالجهد والتعب وأخيراً الرغبة في الراحة.
ولتلك التغييرات الجسدية الداخلية آثار على المراهق تظهر من خلال زيادة الاهتمام بالجسم أو زيادة ساعات النوم أو زيادة تغير الحاجة للغذاء أو الحاجة للتكيف مع الزيادة الجديدة أو الحاجة للتعامل الآخرين .
من التغييرات أيضاً التغييرات الانفعالية والتي تظهر عند المراهق على مستوى فهم الذات والمراقب الوهمي للنفس والنزعة للاستقلالية والرغبة في التمرد على السلطة، وقوة تلك الانفعالات.
كما هنالك تغييرات تحصل للمراهق على المستوى العقلي متجسدة بالمثالية في المطالب والشعور بالحيرة وغلبة الخوف والتقلب السريع في المزاج.
أما التغييرات الاجتماعية التي يمر بها المراهق فتظهر في تكوين الأصدقاء ومخالفة الظواهر الاجتماعية والغياب عن الاجتماعات الرسمية.
هذه المعرفة الموسعة حول أهم التغييرات لدى المراهق كفيلة بتحقيق النجاح الساحق من قبل الأهالي بدعم فلذات أكبادهم ومساعدتهم لعبور هذه المرحلة الحرجة بأقل الخسائر، كما تعد معرفة حاجات المراهق مسألة جوهرية ومهمة لرفدهم بما يحتاجونه من مشاعر ليستقيم عودهم، ويشتد على أحسن ما يكون، ومن أهم حاجات المراهق الحب والثقة والحوار والتحفيز وقبول الذات وإشباع الرغبات.
وبما أننا استعرضنا كل التغييرات التي يمر بها المراهقون، وبينا أهمّ الاحتياجات التي يجب على أولياء الأمور توفيرها لهم، صار لزاماً الآن ذكر أهم أسباب مشاكل المراهقين منها غياب الحوار بين المربي والمراهق، واستخدام القسوة أو فرط الدلال في التربية وضعف التربية في الصغر والانفتاح غير الموجه وفقدان القدوة .
نختم في تبيان بعض الحلول: كالعلاج أولاً بأول، واستخدام طريقة التدرج في العلاج، وفهم أنماط الشخصيات بأنواعها الثلاث: السمعي والبصري والحسي، وبناء الألفة في الجوانب النفسية واللفظية والصوتية والجسمية، إضافة لاستخدام أسلوبي الترغيب والترهيب [الأمل والألم] وطلب الاستشارة من المختصين إن استلزم الأمر.
على الأهل تحمل أبنائهم في هذه المرحلة كما تحملوهم في مرحلة الرضاعة؛ لأنها كلها مراحل عبور وصولاً للغاية المثلى في خلق جيل متعافٍ وسليم وناجح. ومن الله التوفيق.
|