• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الانحراف عن الصراط المستقيم في الميزان القرآني .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

الانحراف عن الصراط المستقيم في الميزان القرآني

ان مشكلة الانحراف عن الاستقامة تأتي احيانا من عدم البحث والفحص في الآيات القرآنية والاحاديث النبوية والروايات، وان لا يكون العناد والجهل هو المسيطر على العقل كما قال الله تعالى "وَمَا اختَلَفَ فِيهِ إلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعدِ مَا جَاءَتهُم البَيِّنَاتُ بَغياً بَينَهُم" (البقرة 213). وحتى لا ننحرف علينا ان نأخذ التفسير الصحيح لآيات القرآن من السنة النبوية الصحيحة التي لا انحراف فيها والتي لا تعتمد على الظن والشك وان كان متبعي هذه التفاسير من الكثرة كما قال الله تعالى "وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ" (الانعام 116)، و "وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ" (يونس 36)، و "وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا" (النجم 28).
ان التعصب والتفرق والتشريد في الديار والاستعباد كل ذلك نتيجة الاختلاف بسبب الجهل والطغيان وحب السيطرة نتيجة فساد فرد او مجموعة "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ" (القصص 4). والذين يتبعون ذلك الفرد او الجماعة الطاغية نتيجة ان ابائهم وعشيرتهم اتبعوا السادة الطغاة "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ" (لقمان 21)، و "وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى" (سبأ 43)، و "إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ" (الصافات 69)، و "بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ" (الزخرف 2).
هنالك من يقرأ القرآن بدون فهم كما فهم الخوارج القرآن. والفاسق هو عاص وليس كافر كما ورد عند اهل البيت عكس الخوارج ومن يتبعهم لا يفرقون بين العاصي والكافر حيث كثير من الناس تفهم اية بحد ذاتها بدون ربطها بايات اخرى والسنة النبوية وروايات اهل البيت.والقرآن يفسر بعضه بعضا فمثلا "وَفَاكِهَةً وَأَبًّا" حيث الاية التالية تفسر معنى ابا اي المتاع "مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ". ويقصد باليقين الجزم او التأكيد، وعلماء العقائد يسمون الدليل بانه يوصل الى اليقين وعكسه الشبهة. والضلال هو الانحراف عن الحق واليقين. والشبهة ظاهرها حق وباطنها ضلال. والناس امام الشبهة اصناف اما علماء او عامة الناس. والدين بين يفرق بين الرشد والغي "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" (البقرة 256). والامر الذي لا يعرف حقه من باطله يرد الى الله والرسول والي العلم. فلا يخرج احد ويدعي العلم مثل ابره الحبشي ويفتي بدون الرد الصحيح، فمثلا "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (البقرة 62) فبدون رد هذه الاية الى الايات الاخرى والسنة تحصل شبهة ان اتباع الاديان الاخرى التي وضحت لهم صورة الدين الخاتم ولم يتبعوه ان لا يخافوا من الله ولا يحزنوا فاذا لماذا بعث الله الانبياء والرسل واحد بعد الاخر "وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" (البقرة 135) فهذه الاية تفسر من هو الذي لا يخاف ولا يحزن الذي لا يشرك مع الله من اهل الكتاب كما هي ملة ابراهيم عليه السلام فهم يعلمون الحق ولكنهم يكتمونه "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (البقرة 146). واهل البيت علموا اتباعهم ان يصمتوا عند الشبهة، والوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة. وذكر القرآن الكريم ان الذي لا يتبع الحق يقترف الجرائم حتى قتل الانبياء كما في قوله تعالىٰ: "يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقّ" (البقرة 61)، "يَقْتُلُونَ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقّ" (ال عمران 112).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=173377
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 10 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18