• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عن سلاحِ الفصائلِ! .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

عن سلاحِ الفصائلِ!

١/ إِنَّ الحلَّ الحقيقي والجذري لتنفيذ مبدأ حصر السِّلاح بيدِ الدَّولة يعتمد على أَمرَينِ فقط لا ثالثَ لهُما؛

أ/ تفكيك الفصيل المُسلَّح وعدم الإِكتفاء بتجميدهِ، وتسليم سلاحهِ علناً للدَّولة حصراً من دونِ إِخفاءِ شيءٍ منهُ.

ب/ أَن تتحقَّق هذهِ الخُطوة بالقانون وليسَ بقرارٍ من زعيمِ الفصيلِ، فالقرارُ يُمكِنُ التَّراجُعَ عنهُ عند [الحاجةِ] أَمَّا القانون المُشدَّد فلا يُمكنُ التَّعامل بهِ بانتقائيَّة أَو تمييزٍ.

وبحمدِ الله تعالى فإِنَّ مجلس النوَّاب كانَ قد شرَّعَ عام ٢٠١٦ قانُون [هيئة الحشد الشَّعبي] [رقم (٤٠)] والذي كفلَ حصر السِّلاح بيدِ الدَّولة بشكلٍ صحيحٍ وسليمٍ.

كما أَنَّهُ شرحَ بالتَّفصيل الإِجراءات القانونيَّة والدستوريَّة لسيطرةِ الدَّولة على أَيِّ سلاحٍ مُنفلت بغضِّ النَّظر عن هويَّتهِ وطبيعةِ وزعامتهِ.

كما شرحَ السِّياقات القانونيَّة بشأنِ كيفيَّة إِرتباط الحشد بالدَّولة وبالقائدِ العام للقوَّات المُسلَّحة تحديداً وليسَ العكس طبعاً!.

٢/ ليسَ بإِمكانِ فصيلٍ مُسلَّحٍ تقليمَ أَظافرَ فصيلٍ مُسلَّح آخر بالقوَّة والعُنفِ، ولقد أَثبتت التَّجارب الماضية والحاليَّة أَنَّهُ ليسَ بوسعِ أَيِّ فصيلٍ مُسلَّح أَن يستفرد بالشَّارعأَو يُلغي الفصائل المُسلَّحة الأُخرى.

لذلكَ يُخطئ من يُفكِّر بطريقةِ الغالبِ والمغلوب بالسِّلاح.

يجب تفكيك كُلَّ الفصائل المسلَّحة في وقتٍ واحدٍ حتَّى لا يتذرَّع كُلَّ فصيلٍ بأَيِّهِما الذي يجب أَن نبدأ فيُسلِّم سلاحهُ أَوَّلاً وقبلَ الآخرين أَو أَن تُسلِّم كُلَّ الفصائِل سلاحهاقبلَ أَن يُسلِّم هوَ سلاحه!.

إِنَّها ذريعةٌ للتملُّص من إِتِّخاذِ الموقفِ الوطني المسؤُول والشُّجاع الذي يلزم أَن تتحلَّى بهِ كُلَّ زعامات الفصائل المُسلَّحة في آنٍ واحدٍ.

٣/ كُلُّ ذلكَ بحاجةٍ أَوَّلاً وقبلَ أَيِّ شيءٍ إِلى وجودِ دَولةٍ قويَّةٍ بمُؤَسَّسةٍ أَمنيَّةٍ وعسكريَّةٍ واستخباريَّةٍ قويَّةٍ يُمكنها هضم واستيعابِ الفصائل المُسلَّحة وقادِرة على تفكيكِها.

إِنَّ الدَّولة التي تتخادم مع فصيلٍ مُسلَّحٍ أَو أَكثر، والدَّولة التي تخاف فصيلٍ مُسلَّحٍ أَو أَكثر، والدَّولة التي تخترِق الفصائِل المُسلَّحة منظُومتها الأَمنيَّة والعسكريَّة، إِنَّ مثلِهذهِ الدَّولة أَعجز من أَن تُسيطر على السِّلاح المُنفلت وتُفكِّك لتستوعب الميليشيات التي تحتفظ بسلاحِها بأَيَّةِ حجةٍ من الحِجج كالمُقاومة وغيرها.

٤/ تأسيساً على كُلِّ ذلكَ فأَنا لا أَظنُّ أَن الحكومة الحاليَّة قادرة على تحقيقِ أَمنية السيِّد الصَّدر الواردة في تغريدتهِ الأَخيرة.

إِنَّها ستفشل في حصرِ السِّلاح بيدِ الدَّولة كما فشلت كُلِّ الحكومات المُتعاقِبة لأَنَّ الدَّولة العميقة المحميَّة بسلاحِ الفصائل أَقوى بكثيرٍ من الدَّولة [المحميَّة] بالمُؤَسَّسةالأَمنيَّة والعسكريَّة!.

ولذلكَ بقي السِّلاحُ، من التَّغيير عام ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن، أَحَد أَقوى أَدوات السِّياسة بيَدِ القُوى السياسيَّة سواءً تلك التي في السُّلطة أَو التي خارِج السُّلطة!.

٢٠٢٢/١٠/٦




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=173631
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 10 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29