• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مهلة الصدر حل ازمة ام خطاب تأزيم ؟؟!! .
                          • الكاتب : سليمان الخفاجي .

مهلة الصدر حل ازمة ام خطاب تأزيم ؟؟!!

لم تكن هي المرة الاولى التي يلعب فيها التيار الصدري دور الضاغط على الحكومة ويوصل الأمور الى حد سحب الثقة عنها واعتقد بأنها لن تكون الأخيرة ففي البداية قاطعوا الانتخابات وشكلوا ردة فعل في قواعدهم الشعبية بين الواقع المفروض وخطاباتهم وبين موقفهم الرافض للانتخابات مما جعلهم يتراجعون في التصويت على الدستور , أما في حكومة علاوي المؤقتة فقد لعبوا دور كبير في عدم استقرارها وتبنيهم لخيار السلاح ونشر المظاهر المسلحة في المدن العراقية وخاصة في الجنوب والوسط .ثم دخلوا في العملية السياسية وشاركوا في الحكومة وبنفس الأسلوب انسحبوا منها ليكشفوا ظهرها أمام تحديات تلك الفترة ولولا حنكة عزيز العراق والتحالف التاريخي بين المجلس الاعلى و الاكراد لما بقت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي في ولايته الاولى فشكل التحالف الرباعي إضافة الى مشاركة الحزب الإسلامي , والغريب في الأمر أن التيار الصدري بعد الانسحاب عاد زعيمه ليوكل الأمر الى المالكي في تعويض وزراء التيار الصدري المنسحبين من الحكومة ولم يعرف احد مغزى هذه الخطوة وهدفها رغم دفاعهم عنها .واليوم نكاد نرى نفس السيناريو يتكرر وكأن التاريخ يعيد نفسه من جهة دخول التيار الصدري طرفا في النزاع وتبني السيد مقتدى الصدر لورقة اربيل مع العلم بأنه لم يكن منفردا في هذا اللقاء ولم يكن طرفا صريحا في الخلاف السياسي قبل هذا اللقاء كونه جزء من التحالف الوطني وركن قوي في الحكومة ,وكانوا يرددون قبل ايام من لقاء اربيل بعدم وجود بديل للمالكي وانهم يدعمونه بكل قوة ,فما الذي قلب بوصلة القرار الصدري وهل ستبقى مسيرتهم السياسية على هذه الوتيرة والكيفية ,فكيف يثق الحليف بهم ومتى يركن لهم من اتفق معهم ,ولا نريد ان ندخل بحديث النوايا والمفروض وما يريده التيار الصدري وما دور كتلة الأحرار وما يعني لهم تحرك السيد مقتدى الصدر بقدر مايعنينا طرح هكذا مشروع بسحب الثقة عن الحكومة أو حل البرلمان أو أجراء انتخابات مبكرة في هكذا ظرف ومع هذه الاوضاع ولمعرفة الجميع بأن مجرد الحديث أو التفكير بهذه الطريقة هو ضرب من ضروب المستحيل لما شاهدنا من صعوبات واقعية في تشكيل الحكومة ,إذ استغرقت سنة كاملة وباتفاقات وحوارات وجاذبات ندفع ثمنها ألان ,فماذا سيكون مع سحب ثقة وتحويل الأمور الى المصادمات الفعلية وشق الصف الوطني وهل الاجتماع الاقليم لحل المشاكل أم شطرها وتعقيدها وتأزيم الأوضاع أكثر مما هي متأزمة ,فالسياسيين قبل غيرهم يدركون صعوبة هذا الأمر ,أما لماذا يطرحه البعض فأعتقد ان سباق التصريحات وصراع الإرادات هو من يدفع البعض الى ان يفكر بطريقة كسر المقابل وابتزاز الآخرين وإبقاء الأمور معلقة الى حد الفوضى والجمود وتعطيل الدولة والبحث عن مسارات ملتوية لتحقيق مكاسب ومغانم على حساب هذا الطرف أو ذاك.إما الحل الناجع فلا اعتقد بان اثنان يختلفان في ان الحوار والجلوس على طاولة واحدة وتنازل الجميع والابتعاد عن لغة المكاسب والربح والخسارة وترك الصفقات المشبوهة والاتفاقات السرية والعودة الى الوطن ومرجعية الدستور واحترامه والحديث باسم الشعب والنظر الى معاناة المواطن والعمل على رفعها وتلبية حاجاته وتحقيق تطلعاته والتعامل بشفافية ومصداقية ووضوح هو الاساس وهو الوسيلة الوحيدة في الخروج من هذه الازمات المتكاثرة والمنشطرة , أما ما يطرح من مهل وتوقيتات وفرض شروط ووعد ووعيد وتصريح وتأزم وتخوين فلا يسمن ولا يغني من جوع ..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=17388
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20