اثر الشيء ما ينتج عنه، فالنهار اثر شروق الشمس ووصول ضوء اشعتها الى الارض، واثر شرب الماء الارتواء، واثر تناول الطعام الشبع، وهذه اثار تسمى اثار تكوينية لان مقتضى طبيعة ذلك الشيء تحقق ذلك الاثر، كما ان هناك نوع اخر من الاثار يسمى بالاثار التشريعية وهي الاثار التي تترتب نتيجة التباني عليها دون ان يكون الاثر مقتضى طبيعة الشيء، فقد تبانى العقلاء على ان الشخص الذي يقوم بعمل ما لصالح شخص اخر يستحق الاجرة على ذلك العمل على ضوء جنبة تشريعية معينة، فلولا هذا التباني العقلائي لما استحق العامل الاجر، والتباني القائم على استحقاق الزوجة المهر عند اجراء عقد الزواج بين الرجل والمراة ايضا اثر تشريعي، والزام الزوج بالانفاق على زوجته اثر تشريعي ايضا، كما ان هناك اثار نفسية واخلاقية واجتماعية وانواع اخر من الاثار تترتب على جملة من الافعال.
والطواف فعل جسدي يقوم به الشخص الذي يدور حول الكعبة المشرفة فله اثر تكويني، متمثل بما يترتب على مشي الطائف من تحريك لعضلات جسده وقطع المسافة والارهاق الذي يناله وتصبب العرق نتيجة حرارة الجو وكثرة الزحام وغير ذلك من الاثار التكوينية التي تترتب على الحركة.
والطواف كذلك باعتباره يقع متعلقا للحكم الشرعي بالوجوب او الاستحباب يدخل في دائرة الاعتبار الشرعي، فيكون له اثر تشريعي، فاذا كان الطواف واجبا يكون الاتيان به على الوجه الذي جاء به الطائف ذا اثر تشريعي اذ تفرغ معه الذمة عن التكليف، وان لم يكن الماتي به مطابقا كان عليه ان يعالج الخلل والا بقيت ذمته مشغولة لان حق الطاعة للمولى عز وجل يقتضى افراغ الذمة عما اشتغلت به.
وللطواف اثار واقعية ما وراء عالم التكوين والتشريع، بعضها تتعلق بما وعد الله تعالى من هبته تبارك اسمه للطائف من الحسنات واحلاله ما يناسبه من المقامات، وحيث ان هذا الوعد الالهي من اسرار الغيب ولا طريق اليه سوى ما ورد في نصوص اهل بيت العصمة والطهارة الذين جعلهم الله تعالى عدل الكتاب في الاخذ بيد الامة الى الهدى بعد النبي (صلى الله عليه واله).
|