• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كلمات متشابهة في القرآن الكريم (المكيال والميزان) (ح 3) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

كلمات متشابهة في القرآن الكريم (المكيال والميزان) (ح 3)


تكملة للحلقة الثانية عن الآيات التي ذكر فيها الميزان قوله جل جلاله "وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" ﴿هود 85﴾ لا تبخسوا اي لا تنقصوا الوزن وهو نوع من انواع الفساد وهو عكس الاصلاح، وبذلك يوضع الفساد في كفة والاصلاح في كفة اخرى، و "وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ" ﴿الأنبياء 47﴾ كل انسان يوم القيامة له ميزان معنوي، و "فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" ﴿المؤمنون 102﴾، و "وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ" ﴿المؤمنون 103﴾، و "اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ ۗ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ" ﴿الشورى 17﴾، و "وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ" ﴿الرحمن 7﴾، و "أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ" ﴿الرحمن 8﴾، و "وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ" ﴿الرحمن 9﴾ الميزان اصله وزن، وميزان الشئ منتصفه، فميزان الليل منتصفه. والعاقل هو الشخص الموزون المنصف العادل، و "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ" ﴿الحديد 25﴾ كتاب الله تعالى هو الميزان العادل، و "فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ" ﴿القارعة 6﴾ الميزان الثقيل الذي يحوي اعمال صالحة عديدة وسيئات قليلة، و "وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ" ﴿القارعة 8﴾ على العكس الميزان الخفيف يحوي اعمال سيئة عديدة وصالحات قليلة. وذكر الميزان في القرآن الكريم: وَالْمِيزَانَ، مَوَازِينُهُ، الْمَوَازِينَ، الْمِيزَانَ.
قال الله سبحانه وتعالى "وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا" (الانبياء 47)، فكل انسان يوم القيامة له ميزان معنوي ليس مادي كفتيه على مستوى واحد قبل وزن اعماله الدنيوية. فالعمل الصالح يثقل الميزان النفسي "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * "فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا" (الشمس 7-8) ففي الميزان توضع الفجور على كفة والتقوى على الكفة الثانية. وكلمة الميزان تستخدم كثيرا في عناوين المصادر الدينية والقرآنية مثل تفسير الميزان للطباطبائي، وموقع كتابات في الميزان. فالكتاب والميزان جمعا في اية واحدة "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ" (الحديد 25) فميزان كل شخص هو مدى اتباعه لكتاب نبيه. ورد ان اقصر الطرق الى الله والتي تثقل الميزان ذكر الصلاة على محمد وال محمد. ومن المحرمات التي ذكرها المرجع السيد علي السيستاني: البخس في الميزان والمكيال ونحوهما بان لا يوفي تمام الحق فيما إذا كال أو وزن أو عدّ أو ذرع ونحو ذلك.
قال الله تبارك وتعالى "الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ" (المطففين 2-3) اي اذا اشتروا من الناس يأخذون حقهم ويطلبون زيادة عليه، واذا باعوا الى الناس ينقصون الميزان وحقهم، وهذا شأن المطففين الذين وعدهم الله بالويل "وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ" (المطففين 1) فهؤلاء لم يوفوا الكيل والميزان بالقسط كما قال الله جل وعلا "وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ" (الانعام 152) و "أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُخْسِرِينَ" (الشعراء 181) و "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ" (النساء 29). قال الله جل جلاله "وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ" (المطففين 1-3) المكيال: ما يكال به الطعام ونحوه مثل الصاع. أما الميزان فهو الذي توزن به الأوزان وهو المعروف.، والويل هنا له علاقة بنار جهنم كما حصل للمكذبين في الآيات الكريمة التي تليها في قوله تعالى "كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَّرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ" (المطففين 7-10) وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله (يحشر الخائن في الوزن والكيل في قعر جهنم بين جبلين من نار، ويقال له زن هذين الجبلين فهو دائما مشغول بوزنهما).
قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ (يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ، لَمْ تَظْهَر الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ). وقال الإمام الباقرعليه السلام: (مر النبي صلى الله عليه وآله في سوق المدينة بطعام فقال لصاحبه: ما أرى طعامك إلا طيباً وسأله عن سعره. فأوحى الله عز وجل إليه أن يدس يده في الطعام ففعل فأخرج طعاماً رديّاً فقال لصاحبه: ما أراك إلا وقد جمعت خيانة وغشاً للمسلمين). وترك السارق يعني الرجوع الى عصر الجاهلية "أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ" (المائدة 50).
هنالك انواع من الموازين فهنالك ميزان مادي كالسرقة بالمكيال "وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ" (المطففين 3) كما هو حال اهل مدين، َوحرف العطف هنا للتفصيل، يفيد شيئين مختلفين، كثير من الناس يظنون أنَّ الكيل والميزان يحملان المعنى نفسه، إلا أنَّ الكيل يختلف اختلافًا كليًّا عن مفهوم الميزان وهذا يعتمد على نوعية السلعة، "وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ" (هود 84) فالذي يسرق مليون دينار ميزانه يختلف عن سرقة الف دولار، "فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا" (الاعراف 85) و "وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" (هود 85) لا تبخسوا اي لا تنقصوا الوزن وهو نوع من انواع الفساد وهو عكس الاصلاح، وبذلك يوضع الفساد في كفة والاصلاح في كفة اخرى.
يعود اختراع ميزان الذراع إلى زمن المصريين القدماء، نحو 5000 ق.م. اختُرع الميزان الميكانيكي بحلول نهاية القرن التاسع عشر التي هي على ثلاثة انواع: الذراع والزنبرك و البندول. واحدث الموازين هي الموازين الالكترونية وهي اكثر دقة من الموازين التي سبقتها. والموازين لها اهمية في المختبرات المدرسية والجامعية، بالاضافة الى الاستخدامات السوقية والتجارية. والموازين في السوق تختلف من محل لآخر فصاحب الاغذية والمكسرات والعطارة يستخدم ميزان يختلف عن بائع الخضروات، وهكذا موازين تجار الحبوب والحديد. و يستخدم الصاغة الموازين الدقيقة. وهكذا الاعمال الصناعية تتطلب الموازين.
قال الله تعالى "تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا" ﴿الفرقان 61﴾ يوجد في السماء 12 برجا وهي الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد، والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت، وهي منازل الكواكب السبعة السيارة المريخ وله الحمل والعقرب، والزهرة ولها الثور والميزان، وعطارد وله الجوزاء والسنبلة والقمر وله السرطان والشمس ولها الأسد، والمشتري وله القوس والحوت، وزحل وله الجدي والدلو.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=174916
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 11 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3