• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : اراء لكتابها .
                    • الموضوع : الرد على بعض من يستكثر على الشيعة احياء شعائر الله .
                          • الكاتب : عزيز الفتلاوي .

الرد على بعض من يستكثر على الشيعة احياء شعائر الله

 بسم الله الرحمن الرحيم 

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم 
صل الله عليك يا ابا عبد الله ، صل الله عليك يا ابا عبد الله  ، صل الله عليك يا ابا عبد الله 
يقول الإمام الحسين عليه السلام في رجزه في يوم عاشوراء : 
 
وشيعتنا في الحشر أكرم شيعة              ومبغضنا يوم القيامة يخسر 
فطوبى لعبد زارنا بعد موتنا                 بجنة عدن صفوها لا يكدر 
مرة أخرى يطل علينا شهر محرم الحرام وذكرى عاشوراء . لقد تم احياء هذه المناسبة منذ استشهاد سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام إلى يومنا هذا ألفا وعدة مئات من المرات ، وفي كل مرة يستلهم محبو الإمام قيما ومفاهيم جديدة من خلال مدرسة عاشوراء الخالدة .
ويتناول بعض المغرضون هنا وهناك في بعض كتاباتهم استكثارهم خروج شيعة علي عليه السلام لمواساة أهل البيت عليهم السلام بزيارة سيدهم ومولاهم وإمامهم سيد شباب الجنة عليه السلام في يوم العاشر من محرم والمعروف بزيارة عاشوراء وفي العشرين من صفر والمعروف ايضا بزيارة الاربعين ، حيث يخرج فيها العراقيون الشيعة عن بكرة ابيهم شباب وشيوخ ، نساءا واطفال لاداء هذه الشعيرة فضلا عن بعض الزوار من الدول الاسلامية والتي ناهز عددهم بضعة مئات من الالاف بعد سقوط الصنم ، وهذه الزيارات الراجلة واقامة المواكب الحسينية وتوزيع الطعام والتطبير تعتبر من اولى مهام محبي اهل البيت عليهم السلام والتي هي إعلاء شأن عاشوراء ، وثقافة عاشوراء ، ومجالس عاشوراء ، ومواكب عاشوراء وإحياء كل ما يتعلق به ويخلد ذكراه مهما كانت المصاعب والمشاق التي عاقبتها الثواب الجزيل والاجر الجميل . 
وردا على هؤلاء نفصل بالاتي :- 
أولا :  ثواب إحياء الشعائر الحسينية 
إن الذين قدموا الخدمات الجليلة للامام الحسين عليه السلام وتحملوا في سبيله العناء والعذاب والرمي في السجون وفي بعض الاحيان الاعدام سيسجل لهم ماقدموه باحرف من نور في سفر التاريخ ، وفي المقابل ستكتب اسماء الذين وجهوا لهم ولو ادنى إهانة لمواكب العزاء والمآتم الحسينية باحرف من نار وهوان . 
ومن الروايات التي تبين مدى عظمة الاجر لزائر الإمام الحسين عليه السلام ومحيي مجالسه ومعظم شعائره الرواية التالية : 
سابقا كان قبر الإمام الحسين عليه السلام في قلب الصحراء حيث لا اثر أو علامة تميزه ، ولم يكن باستطاعة أحد الاهتداء إليه وزيارته من غير دليل مرشد . ومن ناحية ثانية ، كان الجواسيس منتشرين في تلك الناحية ومأمورين بالقبض على كل زائر يتجه صوب القبر المشرف ، لتسليمه إلى السلطات انذاك ، وقد ادخل هذا الامر الرعب في قلوب الوالهين لزيارة الإمام عليه السلام ، ولم يكن احد ليجرؤ على الزيارة في هذا الصدد ، يقول بن بكير : قلت له ( أي الامام الصادق عليه السلام ) : أني انزل الارجان وقلبي ينازعني إلى قبر ابيك ، فأن خرجت فقلبي وجل مشفق حتى ارجع خوفا من السلطات والسعاة واصحاب المسالح ؟ فقال له الإمام : 
يابن بكير أما تحب ان يراك الله فينا خائفا ؟ أما تعلم أنه من خاف لخوفتنا أظله الله في ظل عرشه وكان محدثه الحسين عليه السلام تحت العرش وآمنه الله من افزاع يوم القيامة يفزع الناس ولا يفزع فأن فزع وقرته الملائكة وسكنت قلبه بالبشارة ( 1 ) 
ثانيا ً : استلهام الدروس من عاشوراء
إن المشاركة والخدمة في المجالس الحسينية فيها ثواب عظيم ، ولكن الأمر لاينتهي عند هذا الحد ، فلم يكن يوم عاشوراء مناسبة للندب والتعزية حسب ن بل كان وما يزال وقفة تاسي بدروسه والاقتداء به بابطاله ، فيجب ان نقتدي بسيد الشهداء عليه السلام وان نتاسى به في جميع شؤوننا . 
وقد تميزت قضية الامام الحسين عليه السلام بميزتين هامتين هما : العبرة والعبرة وتكاد هاتين الميزتان متلازمتين فالذي يحظى بمنزلة ارفع وحرمة اكبر عند سيد الشهداء ومن تلك الدروس المستلهمة 
* التمييز بين موقف الحق والباطل فقد جاءت لحرمة المسلمين كافة (سنة و شيعة)، لأن شعارها كان إصلاح أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم ، التي انحرفت من خلال القيادة الباغية الطاغية المستحلة لحرم الله و الظالمة الغاشمة  .
* مواجهة الموت بشجاعه تعلمنا منها كيف نواجه الظلمه بشجاعة الرجال فباطن الارض خير من ظاهرها والعيش في كنف الحكام الطغاه بذل نسكت على افعالهم المشينه دون ردعهم ولهذا ثورة الحسين علمتنا الحياه بعز وكرامه او موت يغتاظ له الاعداء  . 
* انقاذ الناس من عتمة الجهل والتي كانت من اهم دروس واقعة استشهاد الامام الحسين عليه السلام والتي حملت سيد الشهداء عليه السلام بان يضحي بنفسه الشريفة من اجل بلوغ هذا الدرس .
* تثبيت الدين واصوله ، والاحكام الشرعية ،  والاخلاق الاسلامية ، فمن اراد أن يكون على ولائه لسيد الشهداء عليه السلام واهدافه السامية ، عليه ان يسعى في الحفاظ على هذه الاهداف . 
* حث الاخرين على السير على نهج الامام الحسين عليه السلام وان ينهلوا من هذا المعين الصافي وتعريفهم باهدافه ومبادئه . 
*  معاملة العدو بالحسنى ولامجال لذكر هنا بحادثة الحر عليه السلام وكيفية ان معاملة الامام الحسين عليه السلام قد انقذته من براثن الجهل الى النور . 
 
ولو واصلنا لذكر الدروس المستلهمة من واقعة الطف لاحتجنا الى مجلدات 
 
يتبع ان شاء الله 
 
 
 
1- عبد الله بن بكير : أحد اقرب اصحاب الامام الصادق عليه السلام ونقل عنه روايات كثيرة . 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=1754
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 12 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19