• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فتاوى القدماء بنظرة سريعة .
                          • الكاتب : محمد قاسم الطائي .

فتاوى القدماء بنظرة سريعة

أن فهم أصول الاعتقاد والتراث والدين يرتكز بشكل أساسي على إخبارات معادن الوحي والعصمة المتمثلة بآيات القرآن الكريم والاحاديث الواردة عنهم مضافاً للقواعد الضرورية والقطعية والقواعد المؤسسة والممضاة بالسير والشواهد والمؤيدات، والمستلّة من نصوص قواعد التراث التي وصلت إلينا عبر الأجلة (قدس الله أرواحهم الزكية) بل حتى مباحث الحجج والشهرات وجملة من المسائل الأصولية جذورها ذات أصول كلامية خالصة، هذي الجذور آبية بنفسها عن صيغ التقليد وطرق الابتسار، فالغريب أن بعضهم يستدل لحجية آرائه وفهمه بمباني معاصرة حول قيمة واعتبار هذه الأصول المزبورة .

كما أن فتاوى العلماء القدامى أيضاً بنفسها يمكن أن تضعنا أمام نوافذ تأصيلية هامة في المعرفة الدينية، فالمعروف أن فتاوى القدماء كتبت بصيغ متون روائية كما حكاه غير واحدٍ من الأعلام فالشيخ الانصاري حكى في رسائله عن الشهيد الأول «أن الأصحاب إذا أعوزتهم النصوص عملوا بفتاوى ابن بابويه لأن فتاواه متون روائية» وأيضاً حكي عن السيد البروجردي في دروسه القول :«بإمكانية تعويض نقص الروايات الواصلة بفتاوى القدماء» فالكتب الفتوائية مثل (المقنعة) للمفيد و(الفقه الرضوي) لعلي بن بابويه وفتاوى ابن أبي عقيل و(المقنعة) و(الهداية ) للصدوق و(الانتصار) للمرتضى و(النهاية) للطوسي و(المهذّب) لابن البراج و( المراسم )لسلّار و (الوسيلة) لابن حمزة و(الغنية)لابن زهرة و(الكافي) و(إشارة السبق) للحلبيين وغيرها، وإن كانت هذه الكتب تتفاوت مع بعضها البعض من حيث التقديم والتأخير والقرب والبعد إلا إنها غنية ومشبعة بالمواد التراثية والروائية وجديرة بمزيد من الفحص والتمحيص بغية الاستفادة والتزود منها، فهذي كتب ومصادر للتراث الديني وليست كتب للفيزياء والكيمياء والصيدلة كي يقول قائل نحن لسنا بحاجة للقديم فهذه كتب ومستندات تراثية دينية التي عن طريق ممراتها وصل إلينا خطاب هذا الدين .

ولذا أن جملة من الآراء والأقوال التعميمية بحق أصول المذهب والدين هي بنفسها مصادرات وتجني كبير بحق هولاء العلماء الأجلاء الذين عن طريقهم وصل إلينا هذا الدين العظيم ووصلت إلينا هذه العقيدة المقدسة جيلاً بعد جيل عبر مراحل العصور وزمن الاضطهاد والجور؛ والوجه بأن بعض الآراء مصادرة وتجني لكونها أغفلت تنوع المدارس والمباني الموجودة آنذاك- فالمدرسة البغدادية لها تنوعها ومبانيها التي تختلف بها عن المدرسة القمية بخصوص مسألة توثيق الرواة والتعامل مع متون الروايات وبدوره هذا انعكس على الفقه ومسائل العقيدة بحدود تلك الأزمنة، فكما أن هناك مدارس متنوعة في علم الكلام والحديث والفقه هناك أيضاً مباني مختلفة في نفس المدرسة الواحدة، ولذا أن اطلاق الاقوال التعميمية من غير مراجعة وفحص بحق تراث مدرسة أهل البيت يشكل مجازفة خطيرة واستهانة كبيرة بحرمة العلم




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=175926
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 12 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3