• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : معاوية بن أبي سفيان الحلقة الثانية .
                          • الكاتب : ابو محمد العطار .

معاوية بن أبي سفيان الحلقة الثانية

الدور الخبيث في تغير الحقائق وأفتعال الأحاديث المزورة
 
في البداية أستحضرتني قصة صديق كان يدرس في إحدى الدول الأوربية وقد حضر الى متحف الشمع أقيم آنذاك  يجسد شخصيات أسلامية تاريخية عاصرت الرسول الأكرم محمد ص ,يقول الصديق ,شدني الشوق للأطلاع والمعرفة لزيارة المتحف,وبينما أتنقل بين الشخصيات المعروضة ,أثار في نفسي التسائل من تصرف أحد الكتاب المستشرقين الزائرين,حينما وقف وقفة سريعة أمام الشخصيات المعروضة بينما راح يقبل تمثال معاوية كثيرا وحينما سألته مستفسرا عن السبب ؟ثم لماذا لم تقبل شخصية الإمام علي ع الذي كان أعلم واشجع وأفقه وأعدل من الجميع, وكان أكثرهم مناقب وسوابق في الأسلام ووو؟؟
 
أجاب المستشرق (الغير مسلم) نحن نعرف ذلك ,ولاكن معاوية هو الذي وقف أمام علي وحاربه ولولا معاوية لأنتشر الأسلام بعدل وعلم وسياسة  علي في رعيته وصدقه وأحسانه, وبحروب معاوية ضد الإمام علي ع شتت المسلمين ومزق وحدتهم ومنع الإسلام من الأنتشار وهذا مانريده(على قول المستشرق) . 
 
أبرز ما قام به معاوية أثناء حكمه 
 
سخر معاوية كل مايملك من سلطة ومال وممتلكات الدوله ودور التعليم الى تثبيت عرشه ومحاربة الرسول والإمام علي وأهل بيته الكرام ومما عمله ما يلي بأختصار:
1- قاد حرب أعلامية :
بنا شبكة أعلامية مضادة لعلي أبن أبي طالب ع وأهل بيت الرسول ص والحط من قدرهم ومكانتهم وجهادهم لله والرسول ص, عندعموم المسلمين,وسن سب علي على المنابر وأستمر 120سنة,
فقد جند لذلك علماء البلاط الأموي للفتيى وتغير الحقائق ويذيعوا الأضاليل والأكاذيب في انتقاصهم للإمام علي ودعما للحكم الأموي ,ووزع الصرر والدنانير على الشعراء وألخطباء وأصحابي الكلمة والوجاهة فأشترى ضمائرهم وكسب ألسنتهم ومواقفهم وصفهم الى جانبه ضد الإمام علي ع الخليفة الشرعي للمسلمين جميعا,وبهذا تمرد على  طاعة أمير المؤمنين علي ,وشق عصى المسلمين ,وهيئ نفسه وجنده وأهل الشام الى الأنفصال والحرب على الإمام علي ع.
 
 
2- تمرد وقاد معركة دامية في صفين ضد إمام زمانه:
 
شن حربا ضروس على الإمام علي ع ووقعت معركة دامية( في منطقة الصفين بسوريا) طويلة الأمد أكلت الأخضر واليابس وخلفة أكثر من 75 ألف قتيل من المسلمين(منهم نحو خمسين ألفاً من جيشه ، ونحو خمس وعشرين ألفاً من جيش أمير المؤمنين عليه السلام ، وفيهم أكثر من مئة من الصحابة ، منهم خمس وعشرون بدرياً),
منهم عمار بن ياسر الذين قال عنه الرسول ص:ياعمار تقتلك الفئة الباعية وآخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن,وفعلا قبل موته طلب الماء فلم يجده وأعطي اللبن بدل منه ففرح عمار لصدق رسول الله وحسنه عاقبته وخزي أصحاب معاويه من سوء عاقبتهم .
 وأنتهت المعركة الى التحكيم في النهاية , ولم يكتفي بذلك فكان جنده دائما يغيرون على قرى ومناطق تحت وصاية الإمام علي ع .
وهنا سؤال يطرح,مايقوله أهل السنه ,كل من يخرج على أبو بكر وعمر خارجي ويجب قتاله كما قالوا على مالك أبن نويره (مالك هوالذي أمتنع من دفع الزكاة لغير الإمام علي بأعتباره وصي رسول الله ص وخليفته بالحق,فأرسل أبو بكرخالد بن الوليد حاصر بيته وقتله ثم غصب زوجته بعد قتله,وأسأل هل يحق قتله بمجرد عدم دفع الزكاة .؟ وهل يحق له الزواج من زوجته وهي في عدة وفاة زوجها..؟؟!! ُثم بعد كل ذلك ولم يعاقبه أبو بكربقوله أجتهد فأخطئ..!!وا إسلاماه ) فكيف الذي يخرج على الإمام علي ثم يعتدي ويقتل ولايعتبر خارجي بل يكرم ويعطى له ألقاب ونياشين ككاتب الوحي وخال المومنين وغير ذلك ,لماذا هذه الأزدواجية في المعاير والكيل بمكيالين,أليس علي ع من الخلفاء الراشدين بقولهم!!
 
 ثم عند البعض غشاوة لايميزبين القاتل والمقتول أو بين الجلاد والضحية كالذي يقول قتل سيدي معاوية سيدي حجربن عدي الكندي في ضواحي الشام  أي القاتل معاوية والمقتول حجر كلاهما سيدي  !!!. 
 
3- معاوية سن سنة سيئه وهي سب الإمام علي ع :
 
وقد خطب معاوية في أهل الشام فقال لهم كذبا ونفاقا:(أيها الناس ، إن رسول الله قال لي : إنك ستلي الخلافة من بعدي ، فاختر الأرض المقدَّسة - يعني الشام - ، فإن فيها الأبدال ، وقد اخترتكم ، فالعنوا أبا تراب).
 
 أوعز معاوية الى كل عماله وخطباء المساجد وأجبرهم على سب علي بعد كل خطبه وقد عد التاريخ أكثر من 120 سنة وفي أكثر من  000 80 منبر متوزع في كل البلدان الخاضعة لسطونه يسب عليها الإمام علي ع . 
وعجَّ أهل الشام بِسَبِّ الإمام ( عليه السلام) وسرى سَبُّ الإمام ( عليه السلام ) في جميع أنحاء العالم الإسلامي,  
.
وخطب أيضاً في أولئك الأوباش فقال لهم : ( ما ظنكم برجل - يعني : علياً - لا يصلح لأخيه - يعني : عقيلاً - ، يا أهل الشام ، إن أبا لهب المذموم في القرآن هو عم علي بن أبي طالب) وقد نسي أن أبا لهب هو عم الرسول ص أيضا .!!
  
ويقول المؤرخون : إنه كان إذا خطب ختم خطابه بقوله : ( اللَّهم إن أبا تراب أَلْحَدَ في دينك ، وصَدَّ عن سبيلك ، فالعنه لعنا وبيلاً ، وعَذِّبه عذاباً أليما).
  
وكان يُشاد بهذه الكلمات على المنابر ، ولما ولي معاوية المغيرة بن شعبة إمارة الكوفة كان أهم ما عهد إليه أن لا يتسامح في شتم الإمام ( عليه السلام ) ، والترحُّم على عثمان ،   ومحاربة أصحاب علي وإقصائهم ولصق العيب فيهم.
 .
وأقام المغيرة والياً على الكوفة سبع سنين ، وهو لا يدع شته وذمُّ علي ( عليه السلام ) والوقوع فيه.
 
فيامسلمون لمذا لا تشكلون على معاوية الذي يسب علي وصي رسول الله بالحق والصحابي الأول ,والكل يقر حديث الرسول بقوله:
 
عليّ مع الحق والحقّ مع عليّ
 ولن يتفرّقا حتى يردا عليّ الحوض يوم القيامة»..!!..؟؟
المصدر: ابن عساكر في تاريخ دمشق، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب: ج42 ص449 الرقم: 9025. عن أبي ثابت مولى أبي ذر، قال: «دخلت على أمّ سلمة فرأيتها تبكي وتذكر عليّاً، وقالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
 
ولاكن الآن أين علي وأين معاوية ؟؟ علي في قلوب المؤمنين الصالحين,قبره روضة من رياض الجنة يأمه الناس من شرق الأرض وغربها,قبابه الذهبية تناطح السحاب علوا وقدرا , وفي المقابل يجهل قبر معاوية حتى عن جيرانه ,هكذا أرادة الله للحق أن يظهر وهذه واحده منها . 
  
4-أفتعال الكذب على الله ورسوله عبر أحاديث مزورة مفتعله على الرسول محمد ص :
 
أعد معاوية مجموعة كبيرة من الرواة والمحدثين لوضع أحاديث موضوعة غير صحيحة تنسب الى الرسول ص ,والرسول منها برئ,غايتها رفع مكانة رموز أهل السقيفة وكل من ناصب العداء الى أهل البيت ع وهم علي وفاطمة والحسن والحسين ع ,وفي مقابل ذلك وضعوا أحاديث مزورة تحط من قدر أهل البيت ع وتشحن المسلمين ضد علي وأهل البيت ع .
أما الأعضاء البارزون الذين سخَّرهم معاوية في تلك الشبكات الخطرة التخريبية المؤثرة في قيم الإسلام,منهم :
  أبو هريرة الدُّوسي .1
  سمرة بن جندب .2
  عمرو بن العاص .3
  4-المغيرة بن شعبة
5-ومن التابعين عروة بن الزبير  .
المصدر :(شرح النهج:4/73 ، والغارات:2/840 
 
وقد افتعلوا آلاف الأحاديث على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله)وقد كانت أحاديثهم عِدَّة طوائف مختلفة ، وذلك بحسب التخطيط السياسي للدولة ، هي
 
الطائفة الأولى  
وضع الأخبار في فضل الصحابة ، لجعلهم قِبَال أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وقد أحصوه  أكثر من مِائة حديث منها: :
  ( إنَّ عُمَر مُحدَّث ) ، - بصيغة المفعول - ، أي : تُحدِّثُه الملائكة .1
 - إن السَّكِينة تُنطق على لِسان عُمر .2
  إنَّ عُمَر يُلقِّنُه المَلَك .3
  إن المَلائكة لَتَستحي من عُثمان .4
كما وضعوا في فضل الصحابة الأحاديث المماثلة للأحاديث النبوية في فضل العترة الطاهرة ( عليهم السلام )  كحديث ....   الحسن والحُسَين سيدا شباب أهل الجنة),ففتعلوا حديث مقابله كهذا: )  
 ( إنَّ سيدَي كُهول أهل الجنة أبو بكر وعمر)..وقد تغافلوا أوجهلوا إن ليس في الجنة كهول بل الجميع يكونون شباب!!   .5
 
الطائفة الثانية:
وضع الأخبار في ذمِّ العترة الطاهرة ( عليهم السلام ) ، والحطِّ من شأنها          
 
فقد أعطى معاوية سمرة بن جندب أربع مِائة ألف درهم على أن يخطب في أهل الشام ، ويروي لهم كذبا ونفاقا أن الآية الكريمة نزلت في الإمام علي ( عليه السلام ) ، وهي قوله تعالى:
( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيوةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ) البقرة 204  
فروى لهم سمرة ذلك ، وأخذ العِوَض الضخم من بيت مال المسلمين. .
 
ومِمَّا رووا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال في آل أبي طالب : ( إن آل أبي طالب ليسوا بأولياء لي ، إنما وليِّي اللهُ وصالحُ المؤمنين)  
وروى الأعمش أنه لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة ( سنة 41 هـ ) جاء إلى مسجد الكوفة ، فلما رأى   من استقبله من الناس جَثَا على ركبتيه ، ثم ضرب صَلعته مراراً ، وقال: يا أهل العراق أتزعمون أني أكذب على رسول الله ص وأحرق نفسي بالنار ؟!! لقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول: 
   (إنَّ لكل نبيٍّ حَرماً ، وإِنَّ حَرمي بالمدينة ما بين عيرإلى ثور ، فمن أحدث فيهما حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وأشهد بالله أن عَلياً أحدث فيها ) ، فلما بلغ معاوية قوله ، أجازه وأكرمه ، وولاَّه إمارة المدينة.  
إلى كثير من أمثال هذه الموضوعات التي تقدح في العترة الطاهرة ( عليهم السلام ) الذين هم حملة الأسلام الرباني و المحمدي العلوي الذي أراده الله للمسلمين,في بيوتهم نزل القرآن وهم أعلم به,وهم مصدر الوعي والإحساس في العالم الإسلامي,
 
الطائفة الثالثة:  
افتعال الأخبار في فضل معاوية ، لمحو العار الذي لحقه ولحق أباه وأسرته في مناهضتهم للإسلام وإخفاء ما ورد عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في ذَمِّهم ، وهذه بعض الأخبار المفتعلة المكذوبة على الرسول ص  
 
 ) قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( معاوية بن أبي سفيان أحْلَم أُمَّتي وأجودها   1-
 ) قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( صاحبُ سِرِّي معاوية بن أبي سفيان   2-
  قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( اللَّهُمَّ عَلِّمهُ الكتاب - يعني معاوية - ، وقِهِ العذاب ، وأدخله الجنة)   3-
 ) قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقبلوه ، فإنه أمين هذه الأمة   4-
إلى غير ذلك من الأحاديث الموضوعة ، التي تعكس الصراع الفكري ضد الإسلام عند معاوية ، وأنه حاول جاهداً مَحْو هذا الدين والإسلام المحمدي والقضاء عليه وأستبداله بإسلام أموي وراثي يكون الحكم فيه للأمير وليس لله .! .
وقد امتُحِن المسلمون(بالخط الإسلامي الأموي المنافق ) امتحاناً عسيراً بهذه الموضوعات التي دُوِّنت في كتب السنة ، وظنَّ الكثيرون من المسلمين أنها حق,ولحد الآن بعض المسلمين مغشوشين بمعاوية وخطه الأموي المتمثل بالوهابيه اليوم! .
فأضفوا على معاوية ثوب القداسة ، وألحقوه بالرعيل الأول من الصحابة المتحرِّجين في دينهم ، وهم من دون شَكٍّ لو علموا واقعها لتبرَّؤوا منها ، كما يقول المدايني .
ولم تقتصر الموضوعات على تقديس معاوية والحطِّ من شان أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وإنما تدخلت في شؤون الشريعة ، فأُلصقت بها المتناقضات والمستحيلات ، مِمَّا شوَّهت الواقع الإسلامي ، وأفسدت عقائد المسلمين .
 
ستر فضائل أهل البيت ( عليهم السلام)
 
وحاول معاوية بجميع طاقاته حجب فضائل آل البيت ( عليهم السلام ) ، وستر مآثرهم عن المسلمين ، وعدم إذاعة ما أُثِر عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في فضلهم.  
 
يقول المؤرخون : إنه بعد عام الصلح حَجَّ معاوية بيت الله الحرام ، وإلتقى عبد الله بن عباس وقال له :
 إنا كتبنا إلى الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته ، فَكُفَّ لسانك يا بن عباس ) (
 
فانبرى ابن عباس بفيض من منطقه وبليغ حُجَّته ، يُسدِّد سهاماً لمعاوية قائلاً : فتنهانا عن قراءة القرآن ؟
قال معاوية : لا .
فقال ابن عباس : فتنهانا عن تأويله ؟
قال معاوية : نعم .
فقال ابن عباس : فنقرأه ولا نسأل عَمَّا عنى اللهُ به ؟
قال معاوية : نعم .
فقال ابن عباس : فأيهما أوجب علينا ، قراءته أو العمل به ؟
قال معاوية : العمل به .
فقال ابن عباس : فكيف نعمل به حتى نعلم ما عنى الله بما أنزل علينا ؟
قال معاوية : اقرأوا القرآن ، ولا ترووا شيئاً مما أنزل الله فيكم ، ومما قاله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيكم ، وارووا ما سوى ذلك .
  (فسخر منه ابن عباس ، وتلا قوله تعالى
(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) التوبة32
 
وصاح به معاوية : ( اكفني نفسك ، وكفَّ عنِّي لسانك ، وإن كنت فاعلاً فليكن سِراً ، ولا تُسمِعُه أحداً علانية)  
ودلَّت هذه المحاورة على عمق الوسائل التي اتَّخذها معاوية في مناهضته لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وإخفاء مآثرهم ، حتى بلغ الحقد به على الإمام ( عليه السلام ) أنه لما ظهر عمرو بن العاص بِمِصر على محمد بن أبي بكر وقتله ، استولى على كُتُبه ومذكَّراته ، وكان من بينها عهد الإمام له ، وهو من أروع الوثائق السياسية ، فرفعه ابن العاص إلى معاوية ، فلما رآه قال لخاصَّته  
( إنا لا نقول هذا من كتب علي بن أبي طالب ، ولكن نقول : هذا من كتب أبي بكر التي كانت عنده )  
 
التحرُّج من ذكر الإمام ( عليه السلام)
  
وأسرف الحكم الأموي إلى حَدٍّ بعيد في محاربة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقد عهد بقتل كل مولود يُسمَّى عَلياً ، فبلغ ذلك علي بن رياح فخاف ، وقال : لا أجعل في حِلٍّ من سَمَّاني عَلياً ، فإن اسمي : عُلِي - بضم العين - .
ويقول المؤرخون : ( إن العلماء والمحدِّثين تحرَّجوا من ذكر الإمام علي ( عليه السلام ) والرواية عنه ، خوفاً من بني أمية ، فكانوا إذا أرادوا أن يرووا عنه يقولون : روى أبو زينب).  
وروى معمر ، عن الزهري ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله):
(إنَّ الله عزَّ وجلَّ منع بني إسرائيل قطر السماء لسوء رأيهم في أنبيائهم ، واختلافهم في دينهم ، وإنه أخذ على هذه الأمة
 بالسنين ، ومنعهم قطر السماء ببغضهم علي بن أبي طالب)
قال معمر : حدثني الزهري في مَرْضَةٍ مَرِضَها ، ولم أسمعه يحدث عن عكرمة قبلها ولا بعدها ، فلما أبل(شفي) من مرضه ندم على حديثه لي ، وقال :
يا يماني ، أكتم هذا الحديث واطوِهِ دوني ، فإن هؤلاء - يعني بني أمية - لا يعذرون أحداً في تقريض علي وذكره .
هذه بعض المِحَن التي عاناها المسلمون في مَوَدَّتِهم لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، التي هي جزء من دينهم
ومن هنا نعلم إن معاوية ومن سبقه كانوا حريصين كل الحرض على منع نشر فضائل ومناقب الإمام علي وأهل البيت ع,ولانستغرب اليوم مانراه من الخط الأموي المتمثل بالنواصب من الوهابين والسلفين والبعثين الذين يمنعون نشر فضائل علي وأهل بيت الرسول ع ,وكل من روى فضائل علي حاربوه ووصفوه أنه رافضي ويقطعون عليه راتبه ويرموه بالكفر والزندقه,ثم يدعون بأنهم يحبون أهل البيت ..!!
 
  معاوية والإمام الحسن عليه السلام 
 
معاوية أثناء حكمه كان كثير الأعتداء على القرى والديار التي كانت تحت سلطة الإمام علي ثم لولده الإمام الحسن ع مما دفع الإمام الحسن لتجهيز جيش لقتاله,ولاكن بدهاء ومكر وصرر الدنانيرأشترى معاوية ضعفاء النفوس من جيش الحسن ع مما أدى الى ضعف الجيش مما أضطر الإمام الحسن ع الى الصلح مع معاوية مكرها,وكتبت معاهدة بينهما ومن فقراتها وقف الأعتدآت المتكرره على القرى ومنع شتم علي على المنابر والمساجد تحت سلطة معاوية وتسليم السلطة للحسن بعد وفاة معاوية, وإن لم يكن الحسن فلأخيه الحسين ع ,
بعد ذلك سرعان ما دس معاوية السم للحسن بواسطة زوجة الحسن جعدة بنت الأشعث بعدما أغرها بالزواج من ولده يزيد وبضغط وتشجيع أبوها الأشعث المجرم, قتلت الإمام الحسن بالسم ,ثم صعد المنبر معاويةفي الشام,معلقا أن لله جنود من عسل ,يشير الى السم, وقال كل ما أتفقت مع الحسن من مواثيق أضعها تحت قدماي هاتين ,
ثم نصب ولده السكير يزيد خليفة من بعده على المسلمين وهذه أول سابقة في الإسلام أن جعل الحكم وراثيا ,فلا شورى ولاأنتخابات ولا على أساس العداله والتقوى,ضاربا تعاليم القران والرسول عرض الحائط (هذا هو الأسلام الأموي), ورغم كل ذلك هناك من الجهلاء من يقدس ويعظم معاوية حقدا على آل الرسول محمد ص 
أسأل من الله أن يحشر كل من يأيد معاوية ويزيد معهم يوم القيامة
 
مزيدا من المعرفة حول معاوية وأبنه يزيد عليكم بالمصادر التاليه 
المصادر :  [(( تاريخ الطبري: 3/13 و6/267 و7/11 و10/60 و11/538. \2- منهاج السنّة: 2/253. \3- الإمامة والسياسة: 1/ 155. \4- الخصائص الكبرى: 2/ 236. \5- تطهير الجنان في هامش الصواعق: 64. \6- روح المعاني للألوسي: 26/73. \7- البداية والنهاية لابن كثير: 8/265. \8- تاريخ الإسلام للذهبي: 2/356. \9- الكامل لابن الأثير: 3/47. \10- تاريخ ابن كثير: 6/ 234, 8/22. \11- تاريخ اليعقوبي: 6/251. \12- تاريخ الخناف للسيوطي: 209. \13- تاريخ الخميس: 2/ 302. \14- مروج الذهب للمسعودي: 3/ 71. \15- الأخبار الطوال للدينوري: 65. \16- شذرات من ذهب لابن العماد الحنبلي: 1/ 168. \17- فتح الباري: 13/70. \18- رسائل ابن حزم: 2/ 140. \19- اسد الغابة: 3/243.)) 
 
لنفتح قلوبنا الى ماقاله الرسول ص في حق علي ع
هنا يجب أن أضع بين أيديكم نماذج من أحاديث رسول الله ص في حق الإمام علي ع موثقة من مصادر أهل السنة منها:
حب علي ع إيمان وبغضه نفاق
ابن عساكر في تاريخ دمشق، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب: ج42 ص241، الرقم 8753: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): 
«عليّ (عليه السلام) أقضى أمتي بكتاب الله، فمن أحبني فليحبّه، فإن العبد لا ينال ولايتي إلاّ بحبّ عليّ (عليه السلام)». 
السيوطي في اللالئ: ج1 ص173: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): 
«عليّ باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبّه إيمان وبغضه نفاق».
ومسلم في صحيحه: ج1 ص86 الحديث 131: قال علي(عليه السلام): 
«والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي (صلى الله عليه وآله) إليّ أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق».
القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص105 ب20. قال النبي (صلى الله عليه وآله):
«عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب».
القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص105 ب20، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«لو اجتمع الناس على حب عليّ بن أبي طالب لما خلق الله عز وجل النار».
القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص95 ب15. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«من أحب علياً في حياته ومماته كتب الله له الأمن والأمان يوم القيامة». 
ابن عساكر في تاريخ دمشق، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب: ج42 ص450 الرقم: 9026. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«ستكون من بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أوّل من يراني وأول من يصافحني يوم القيامة وهو معي في السماء الأعلى وهو الفاروق بين الحق والباطل».
و الخوارزمي في مناقبه: ص105 الحديث 108. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«سيكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فألزموا عليّ بن أبي طالب فإنه الفاروق بين الحق والباطل».
 
قبل أن أودعكم 
 
كم يتألم المؤمن المحب لله ورسوله والغيور على دينه حينما يرى الأمه اليوم تعيش التيه وضياع الحقيقة  بحيث لاتميز بين الحق والباطل ..!! بين علي ومعاوية ..!! أي بين الثرى والثريا ..!
وحينما يتصفح التاريخ يلمس فيه قلمان كتبا التاريخ أحدهما بقلم الحاكم الأموي, الحاقد والمزور للحقائق مدعوم بصرر الدنانير والدراهم  يرفع الطلقاء وحكام الجور متناسيا فسقهم  وظلمهم وقتلهم للمؤمنين وحربهم الضروس ضد أهل الحق والعدل والإيمان وهذا هو سمة الخط الأموي الذي مايزال يعيش حتى هذا اليوم بمضلة الوهابية والنواصب والبعض من الأمة مغشوشه بهم  .
والقلم الثاني الذي كتب التاريخ كان مطاردا محبوس الأنفاس صوته ضعيف ولكن سمعه الواعين وفهمه,وتبعه المؤمنين
وبهذا أنقسم التاريخ الى خطان أحدهما مع الحاكم الأموي معاوية الظالم والآخر مع القيادة الربانية المتمثله بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع  
ونحن اليوم مع من ؟ هل مع النهج الأموي أو مع الحق والعدل العلوي ..؟ 
 
قال رسول الله ص 
((ياعلي أنت وشيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي في الجنة ))
 
اللهم أجعلنا من شيعة علي والسائرين على نهجه قولا وفعلا وأجعلنا ممن تنتصر بهم لدينك وأن ترنا الحق حقا فنتبعه والباطل باطلا فنجتنبه .
ثبتنا الله وإياكم على الحق والصراط المستقيم وولاية أمير المؤمنين علي ع
 
  احمد الكبيسي يهاجم الوهابية والسلفية        http://www.youtube.com/watch?v=DjlasDn5t-8&feature=related
 
الحلقة القادمة 
المجازر التي وقعت في عهد معاوية وأبرز الضحايا 
إعداد/ أبو محمد العطار 
جمادي الآخر 1433 المصادف  شهر آيار 2012 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=17612
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28