• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التظاهر حق ولكنه مُنَظَّم .
                          • الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي .

التظاهر حق ولكنه مُنَظَّم

  • قبل أيام وأنا في طريق إلعودة من موسسة الوارث للأورام بعد ايصال أحد الموظفين هناك ، شاهدت ارتباكاًفي حركة السير أمام مديرية التربية في محافظة كربلاء، زحام مركبات ، حركة غير طبيعية لقوى الشرطة ،علامات استفهام من المارة ، تجمع لنساء ورجال أمام مديرية التربية ، بعض المركبات قبالة الباب ، لا تتمكنمن المرور لاكمال سيرها باتجاه ساحة الاحرار ، ولا تتمكن من العودة لوجود مركبات اخرى خلفها ، انهممتظاهرون ، لكنهم تظاهروا دون سابق انذار ، او على الاقل دون سابق انذار لذوي الشان من شرطة ومروروقوى الامن .
  • الدولة كائن حي مهما بلغ القائمون عليها من قساوة القلب وموت الضمير ، فهي تتحسس نبض الشعوبوتتجسس عليهم بأدواتها المعروفة ، نعم تتجسس على آمالهم وآلامهم ، حركاتهم وسكناتهم ، ذهابهم وايابهم، ليس شرطاً أن يكون حباً بهم ورعايةً لمصالحهم ، بل في أحيان كثيرة يخشى اولئك القائمون أن يفقدوامواقعهم ومراكزهم ، فحب الجاه والسلطة أكثر من حب الشعب نفسه ، ومثلما يكون ذلك الحب سبباً للبطشوالقمع ، يكون أحياناً سبباً للمداراة والرعاية وابداء المعروف .
  • التظاهر واحدٌ من الأساليب التي يثير بها المواطنون وعيَ الحاكمين ، ويفتحون عيونهم ، لمطلب مستور ، أوحق مسلوب أو مغمور ، وهو -أي التظاهر - حق مكفول في الدساتير شرقيها وغربيها ، قديمها وحديثها وإنكان العراقيون قد حُرموا منه عملياً اربعة عقود ايام حكم البعث المقبور . ومادام هو حق فهو مقرون بواجبفعلى القائمين بالتظاهرات أو منظميها أو قادتها واجبات ، لا ينبغي اغفالها ؛ منها اعلام السلطات قبل مدةمقررة من قيامها ، ومنها احترام حقوق المارة من المواطنين الآخرين ، ومنها تحديد المكان الذي يتظاهرون فيهوالموافقة عليه ، ومنها سلمية التظاهر، ومنها احترام الامد الذي تستغرقه التظاهرة ، ومنها عدم تعطيل مرفقمن مرافق الدولة التي تؤدي خدمة عامة ، ومنها مشروعية المطالب وعقلانيتها . هذا ما تعمل به أشد دولالعالم انفتاحاً وليبراليةً واحتراماً لحقوق الانسان . وعدا ذلك فالتظاهر إما أن يكون عملاً عبثياً يدل علىانعدام هيبة الدولة وضعفها أو إنه عمل مضاد يُراد منه هدم الدولة وتغيير النظام السياسي في البلاد سواءًأعلن القائمون على التظاهر ذلك أم لا .

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=176159
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 12 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19