• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحرية مسؤولية .
                          • الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي .

الحرية مسؤولية

(إشاعة الجريمة)

دار نقاش حاد مع أحد الأصدقاء حول معدل الجريمة وانتشار الانتحار وتضخم الفساد الأخلاقي ، فهو يتبنىفكرة ان معدلاتها اليوم تختلف اكثر بكثير من معدلاتها قبل ثلاثين عاماً ، ورغم أن الفيصل في ذلك هو الاحصاءاتالرسمية الموثقة التي نفتقر اليها نحن الاثنين ، إلا أنني أكاد أجزم أننا لو أخذنا بنظر الاعتبار الزيادة السكانيةالحاصلة فقد لا نجد تغيراً بل ربما تكون قد انخفضت ، وما يغذي شعورنا بزيادتها أمران ، ظهرا بفعل التطور العلمي والتقني في العالم :

الأول : تطور الاتصالات وظهور مواقع التواصل الالكتروني بحيث تطرق الجريمة مسامعنا في غضون دقائق ولوارتكبت في أقصى الأرض ، والثاني : هو وجود مواقع وقنوات ذوات نوايا مسبقة مهمتها نشر هذه الجرائموبطريقة مروعة ومثيرة لكي يتلاقفها الشباب وتدجن تفكيرهم علها تجد من يقبلها ثم ينفذها هو الآخر ، أو إنها تريدأن تقول ان المجتمع بات سلبياً في كل شيء بسبب النظام السياسي الحالي ، اي انها توظف الجريمة سياسياً . لا شك ان هناك من هم حَسِنو النية يتوقون الى نشر كل ما هو شاذ وغريب ليتميزوا عن أقرانهم . بالأمس نادتعليّ أهلي هل سمعت بالجريمة الفلانية بين النجف وكربلاء وكيف احرقت جثة الضحية ؟ نعم قرأتها ، ولكن كيفعرفت ذلك ؟ هاهي منشورة على الفيس بوك ، فلما رأيت الحساب الأصلي الذي قام بنشر الجريمة واذا به يعودلمكتب بيع عقارات !!! أحد التعليقات أنّبَ صاحب الحساب بالقول : وما علاقة بيع وشراء العقارات بهذه الجرائم ؟أقول لابأس على مواقع خبرية أن تنشر هكذا أخبار ربما توعيةً أو سبقاً صحفياً ، ولكن أن نعيدها ونكررها فيحساباتنا فذاك أمر له آثار سلبية على صحتنا النفسية وراحتنا الاجتماعية ، ناهيك عما يسببه من أثر كبير علىاعتياد الجريمة وتهوينها في عقول بعض المنحرفين ، قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَآمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) . ما يميزنا نحن البشر عن سوانا هو أننا أحرار وما دمنا كذلك فنحن نختار ، وما دمنا نختار فنحن مسؤولون عن اختيارنا وهذا ينطبق على كبائر الأموروصغائرها فالنشر والتعليق والاعجاب والمشاركة كل ذلك نحن مسؤولون عنه




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=176366
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 12 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19