• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : قراءة في كتاب .
                    • الموضوع : مؤسسة دار الهنا للفنون تحتفي بتوقيع كتاب "دموع الحب" .
                          • الكاتب : زهير الفتلاوي .

مؤسسة دار الهنا للفنون تحتفي بتوقيع كتاب "دموع الحب"

ضمن سلسلة اصدارات متنوعة بين الثقافة والفن والفكر والعمارة، احتفت مؤسسة دار الهنا للعمارة والفنون ومؤسسة مدارات بصدور كتاب "دموع الحب" في ملجأ العامرية للدكتور هادي الباقر.

وتخلل الحفل الذي حضره نخبة من الاكاديميين والاعلاميين نقاشات نقدية فضلا عن حديث المؤلف حول رؤيته للقصة التي تحاكي واقع العنف والحب وخاصة حادثة ملجأ العامرية.
وتحدث مدير دار الهنا للعمارة والفنون لؤي العاني قائلا: سبق ان كتب الكثير عن ملجأ العامرية منها مسرحية قمر من دم التي قدمت عام 1992 وشارك في كتابة نصوصها الشاعرعبد الوهاب البياتي والاستاذ يوسف الصائغ وغيرهم ووضع الموسيقى الفنان نصير شمة رويته ، واليوم هذا المؤلف ايضا يتناول جانب من  الحدث  
تلا ذلك حديث الاكاديمي والكاتب معتز عناد غزوان قائلا: لجدلية الموت والحياة قوتها في تحليل فلسفة الوعي والوجود والمكان والزمان، انها الجدلية التي تثير في الفكر البشري حاجات لها من الاهمية بمكان ما لا يمكن الاستغناء عنه والتمسك به والاستمتاع بملذاته، فالحب هو حالة رافقت النفس البشرية منذ امد التاريخ لتكون احدى صفات الحنان والجمال والود لتصل حد العشق والجنون، فلا يمكن للرجل ان يعيش بعيدا عن المراة ولا يمكن للمراة ان تعيش بعيدا عن الرجل، لاسيما ان كان ذلك الحب صادقا جميلا مليئا بمشاعر فياضة متدفقة حنانا واخلاصا وشفافية، على الرغم من ظلامية القدر وسطوة التقاليد والعقائد. ففي ملحمة من الحب والالام التي اختلطت عواطفها واشجانها بين رائحة الحرائق وصراخ الاطفال وموت الحنان وفقدان الحبيب دون رجعة. من هذه النهاية الاليمة يستعيد المؤلف هادي الباقر ذكرياته الممزوجة بالاحمرار، انه احمرار خجل الجب، واحمرار نار الفراق، هكذا بدأت قصة هادي بطل الرواية مع حبيبته ريم التي كانت اول واجمل حب في حياته بعد ان تطور الحب الى العشق الكبير بنشوته ولذته، حتى اصبح العشق الصافي بين الحبيبين رابطا مبنيا على بناء مستقبل يجمعهما في بيت الزوجية والاستقرار، اذ يقول المؤلف في اشارة واضحة لمستقبلية الحب ومصدره الشرعي وهو الاقتران بين الحبيبين والزواج في احلام شابين في مرحلة المراهقة، (تعاهدنا على الزواج كعادة كل العشاق.. وعهود العشاق تذروها الرياح.. وتذهب ادراجها موقف الاهل وقسوة التقاليد.. الى نهاية الوصف الدقيق لمعاناة الحب في بيئة تحكمها تقاليد شرقية وعقائد لا تعرف للحب بوصفه عشقا مكانا لها، لاسيما بعد ان اكتشف اهل ريم قصتها مع هادي ورحيلهم بعيدا عن مكان اللقاء الجميل. انه الرحيل.. انه الدموع.. انه الفراق.
لكن اللقاء بعد عام ونصف من السنين مجرد صدفة وكانت الصاعقة لهادي الذي تفاجئ بريم الام لاطفال ثلاثة، لتدور الاحداث وسط الزمان الملبد بغيوم الحروب وطغيان القوة التي لم تميز بين الشجر والانسان والشيطان.. حتى ضرب ملجأ العامرية حيث كانت ريم مع الابرياء المجتمعين داخل الملجأ الذي ضربته قوى الطغيان لتحوله الى جحيم ودمار وانين والالام.. لقد رحلت ريم حبيبة هادي لتترك بضع كلمات وكأنها تودع الحياة وهي (هادي) الذي احبته لتصل الرسالة بدموع امتزجت بالدم والسواد تقول فيها (الى روحي وحبيبي هادي من ريم الفلة التي كانت تائهة في صحراء الالم والمعاناة طيلة خمسة عشر سنة تبحث عنك حبيبتك التي لم تنساك ولا لحظة، ترى الان واحدا من من امل الحب والاستقرار التي قد تستقر فيها لنجد نشوة الحب وفرح اللقاء وغطاء السعادة وشراب اللذة بك ومعك ومنك حبيبي فانا الان حرة، الله اراد ذلك..) ولكن الرسالة لم تنتهي لتنقض غربان الموت على قصة حب لم تر ضفه الامان والجمال.. هكذا استعرض المؤلف بصور وسرد تميز ببساطة الكلمة واللهجة الشعبية المحلية ليجعل من النص اكثر تماسا مع القارئ بمختلف مداركهن لقد اكد المؤلف نجاح الضغوط البيئية بعواملها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية وما اثرت به من ارهاصات وتحولات انسانية التي اكتشفها بكل صدق واخلاص.
فيما يرى الدكتور علي كاظم اسد استاذ النقد في كلية الاداب جامعة الكوفة ان القصة هنا تعبر عن حالة رومانسية كشفت عنها المعاناة العميقة الخاصة بنمط واسلوب حب عراقي. قد تكون هذه القصة هي قصة حب كل يعرفه شابان اول مرة، حب يولد غضا نديا في بيئة احسن الاسلام تربيتها، لكنه لا يتمتع بحياة طويلة، لان التقاليد وسوء فهم المشاعر لدى الاباء والامهات يجهضونه بقسوة ظنا منهم انه السبيل الاسلم.
ومن هنا تبدو سمة هذه القصة فلئن حرمه الحب من حبيبته الا انه اعطاه دفقا قويا ليبحر في هذه الحياة فاحسن الابحار فيها.
يذكر ان الدكتور هادي ناصر سعيد الباقر هو خبير ايكولوجي من مواليد 1934 في مدينة الحلة، وهو خريج كلية الصحافة المصرية عام 1956، والجامعة الاميركية في بيروت، وكلية الادارة في جامعة بغداد، وكذلك خريج جامعة دردزدن، ولديه اطروحة حول نضوب الاوزون في مؤتمر البحرين للبيئة.
ومن البحوث المنشورة له: بحث حول الحوار المتمدن.
عمل كخبير متطوع في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر وجمعيات الهلال الاحمر ومنسق الالفية الثالثة في العراق لغاية سنة 2000، وخبير متطوع في جمعية الهلال الاحمر العراقية.
كما عمل مدرس  ومحاضر وباحث ومؤسس في معاهد الصحة العامة في بغداد وكلية التمريض. وعمل كمدرس ومؤسس وباحث ومؤلف في المركز العربي للامراض الانتقالية منذ 1960 ولحين تقاعده عام 1980.
وشغل منصب رئيس مؤسس منظمة المتطوعين الانسانية للسلام الاخضر العراقية وقدم العديد من المشاريع والمشاركات. 
ومن ابرز مؤلفاته: الاعجاز العلمي في القرآن، ومحاورة في البيئة، والكوارث والمصائب وتنظيم الاغاثة في البيئة والضحايا، وملحمة قصة الملاريا والصراع بين المادية والروحية والماء وموارده، ووادي الرافدينفي العراق ومبادئ التغذية وغيرها من الكتب.
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=17644
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28