• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اشارات المرجع السيد محمد سعيد الحكيم قدس سرة عن ائمة اهل البيت والقرآن الكريم (ح 1) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

اشارات المرجع السيد محمد سعيد الحكيم قدس سرة عن ائمة اهل البيت والقرآن الكريم (ح 1)


جاء في كتاب اصول العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: تأكيد الكتاب والسنة على الإذعان بالحقائق الدينية: قال الله عزّ وجلّ: "قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنزِلَ إلَينَا وَمَا أُنزِلَ إلَى إبرَاهِيمَ وَإسمَاعِيلَ وَإسحَاقَ وَيَعقُوبَ وَالأسبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَبِّهِم لاَ نُفَرِّقُ بَينَ أحَدٍ مِنهُم وَنَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ* فَإن آمَنُوا بِمِثلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَد اهتَدَوا وَإن تَوَلَّوا فَإنَّمَا هُم فِي شِقَاقٍ فَسَيَكفِيكَهُم اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ" (البقرة 136-137). وقال جلّ شأنه: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إلَيهِ مِن رَبِّهِ وَالمُؤمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَينَ أحَدٍ مِن رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعنَا وَأطَعنَا غُفرَانَكَ رَبَّنَا وَإلَيكَ المَصِيرُ" (البقرة 285). وقال سبحانه وتعالى: "إنَّ الَّذِينَ يَكفُرُونَ بِالله وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أن يُفَرِّقُوا بَينَ الله وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤمِنُ بِبَعضٍ وَنَكفُرُ بِبَعضٍ وَيُرِيدُونَ أن يَتَّخِذُوا بَينَ ذَلِكَ سَبِيلاً* أُولَئِكَ هُم الكَافِرُونَ حَقّاً وَأعتَدنَا لِلكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِين" (النساء 150-151) إلى غير ذلك من الآيات الكريمة. وقد روي بطرق متعددة عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: (الإسلام هو التسليم). وفي صحيح الباهلي: (قال أبو عبد الله عليه السلام: لو أن قوماً عبدوا الله وحده لا شريك له، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وحجوا البيت، وصاموا شهر رمضان، ثم قالوا لشيء صنعه الله أو صنعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا صنع خلاف الذي صنع، أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين. ثم تلا هذه الآية: "فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أنفُسِهِم حَرَجاً مِمَّا قَضَيتَ وَيُسَلِّمُوا تَسلِيم" (النساء 65). ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: عليكم بالتسليم). فإذا كان الإنكار على ما جعله الله تعالى وعدم الرضا به منافياً للإيمان، فكيف بإنكاره رأساً وعدم الإذعان والاعتقاد به؟. وفي حديث كامل التمار: (قال أبو جعفر عليه السلام: "قَد أفلَحَ المُؤمِنُونَ" (المؤمنون 1) أتدري من هم؟ قلت: أنت أعلم. قال: قد أفلح المؤمنون المسلّمون. إن المسلّمين هم النجباء. فالمؤمن غريب، فطوبى للغرباء). وفي حديث يحيى بن زكريا الأنصاري عن الإمام الصادق عليه السلام: (سمعته يقول: من سرّه أن يستكمل الإيمان كله فليقل: القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد فيما أسرّوا وما أعلنو، وفيما بلغني عنهم وفيما لم يبلغني).
جاء في كتاب مرشد المغترب للسيد محمد سعيد الحكيم: إلا أن لكم أسوة بنبيكم العظيم، وآله الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وأوليائهم المخلصين، حيث استهدفتهم الدنيا بمحنها وبلائها ومصائبها وأرزائها. مشردون نفوا عن عقر دارهم كأنهم قد جنوا ما ليس يغتفر. وتلك سنة الله تعالى في الدنيا، حيث اختص أولياءه فيها بالبلاء والعناء، حتى صارت الدنيا لهم سجن، كما ورد في أحاديث كثيرة. وقد قال عز من قائل: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ" (البقرة 214). كما تظافرت الأحاديث الشريفة بمحنة المؤمنين، وتعرضهم للبلاء، خصوصاً في عصر غيبة قائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه. ففي حديث الكتاب الذي أنزله الله تعالى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأسماء الأئمة عليهم السلام قال في آخره عند التعرض لحال المؤمنين في عصر الغيبة: (فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الأرض بدمائهم، ويفشوا الويل والرنين في نسائهم، أولئك أوليائي حق، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل، وأدفع الآصار والأغلال. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون). وليس ذلك من الله سبحانه وتعالى استهواناً بهم، وامتهاناً لهم، واستصغاراً لشأنهم، بل استهواناً بالدنيا واحتقاراً له، حتى ورد عن المعصومين صلوات الله عليهم (لو عدلت الدنيا عند الله عزوجل جناح بعوضة ما سقى عدوه منها شربة ماء). ولأن عباده المؤمنين أهل لتحمل المسؤولية، والثبات على المبد، والصبر على المكاره. وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: (إنا صبر وشيعتنا أصبر من، قلت: جعلت فداك، كيف صار شيعتكم أصبر منكم؟ قال: لأنا نصبر على ما نعلم وشيعتنا يصبرون على ما لا يعلمون). وخصوصاً المؤمنين في عصر الغيبة، فقد تظافرت الأحاديث في الثناء عليهم وفي بعضها أن الله لو لم يعلم أن في المؤمنين من أهل البصائر من يثبت على القول بإمامة الحجة صلوات الله عليه في غيبته لما غيبه عنهم. وفي حديث أبي خالد الكابلي عن الإمام زين العابدين عليه السلام قال: (يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته والقائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره عليه السلام أفضل من أهل كل زمان، لأن الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة، ما صارت به الغيبة عنهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالسيف، أولئك المخلصون حق، وشيعتنا صدق، والدعاة إلى دين الله سراً وجهرا). إلى غير ذلك من الأحاديث في هذا المجال.
جاء في كتاب فاجعة الطف للسيد محمد سعيد الحكيم: كثر الحديث عن نهضة الإمام الحسين صلوات الله عليه التي انتهت بفاجعة الطف عرضاً وتقييم، وتفجعاً وافتخار، وغير ذلك من شؤون هذه الملحمة الدينية الكبرى. ولعله لم تحظ واقعة في الإسلام بل في العالم بمثل ما حظيت به هذه الواقعة من الاهتمام والتقييم في أحاديث وكتابات بلغ كثير منها كتباً كاملة، بل مجلدات. وذلك قد يوحي بأن الحديث عنها بعد ذلك لا يزيد شيئ، بل هو تكرار لأفكار سابقة، واجترار لمفاهيم مطروحة. ولكن الذي يبدو لنا أن الأمر ليس كذلك، وأن بعض جوانب هذه النهضة المباركة لم يأخذ حظه المناسب من البحث والتقييم. بل حيث كانت هذه النهضة المقدسة حسب عقيدتنا كمسلمين شيعة إمامية اثني عشرية نستمد تعاليمنا من أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم بأمر من الله تعالى وعهد معهود منه سبحانه، فقد تكون لها من الأهداف والثمرات في علم الله عز وجل ما لم يدركه الناس بعد. وربما يظهر بمرور الزمن وفي الوقت المناسب من فوائدها وثمراتها ما هو مغفول عنه الآن. يقول الله سبحانه وتعالى: "وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء" (البقرة 255) . وها نحن نضع بين يدي القارئ الكريم كتاب فاجعة الطف الذي بحثنا فيه جوانب مهمة من نهضة الإمام الحسين صلوات الله عليه لم تطرق من قبل، أو لم تأخذ حظها المناسب من البحث والتقييم. وقد اخترنا للكتاب هذا العنوان من أجل أن أهمية هذه النهضة المباركة، وموقعها المتميز من بين الأحداث، في خلوده، وترتب الثمرات الجليلة عليه، وما أحدثته من هزّة في المجتمع الإسلامي، وتحول في نظرته للسلطة، كل ذلك إنما كان بلحاظ وجهها الدامي، وجانبها المفجع، وظلامتها الصارخة. ولذا أكّد أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم على هذا الجانب بوجه ملفت للنظر.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=177268
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 01 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28