• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : على ضفافِ الانتظار(21) .
                          • الكاتب : الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي .

على ضفافِ الانتظار(21)

ما العمل والأحداث تتسارع؟!
في الوضع الراهن، حيثُ تعصفُ بالعالم العديدُ من الأحداث المتسارعة، تبرزُ هُنا وهُناك كلماتٌ بعضها يؤقِّتُ للظهور، وبعضها يطبِّقُ رواياتِ العلامات على أحداث معاصرة...
الناسُ في حيرةٍ من أمرهم، هل فعلًا هذه هي علامات الظهور؟
وهل نحنُ في سنة الظهور؟
ما العمل إذًا؟
الجواب:
حسب الروايات الشريفة، فإنَّ المطلوبَ هو التالي:
أولًا: نحنُ ما زلنا في عصـر الغيبة الكبرى، والمطلوبُ منّا أولًا أنْ نعرفَ أمرَ أهل البيت (عليهم السلام)، وهو ما جاء عن الفضيل بن يسار، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله )): يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ، فقال: «يا فضيل، اعرفْ إمامك، فإنَّك إذا عرفتَ إمامك لم يضـرّك تقدَّم هذا الأمر أو تأخَّر، ومن عرفَ إمامه ثمّ ماتَ قبل أنْ يقومَ صاحبُ هذا الأمر كانَ بمنزلةِ من كان قاعدًا في عسكره، لا، بل بمنزلةِ من قعد تحت لوائه»
ثانيًا: الروايات تؤكِّدُ أنَّ هناك نوعين من العلامات: حتمية، وغير حتمية، والمهم هي الحتمية منها، إذ هي دلالاتٌ واضحةٌ وقطعيةٌ على قُرب الظهور، بل إنَّ الظهورَ العلني للإمام (عليه السلام) إنّما يكون في فترةٍ أقل من سنة، من حدوث أول علامةٍ من علاماتِ الظهور الحتمية، ونحنُ نقطع أنَّ الحتمية لم تظهرْ منها أيّةُ واحدةٍ حتى الآن.
ثالثًا: لو احتملنا وقوع الاشتباه في بعض العلامات، فلا اشتباهَ في علامةِ الصيحة، فإنّها قائمة على الإعجاز، حيث روي فيها عن الإمام الباقر (عليه السلام): «الصيحة لا تكونُ إلَا في شهر رمضان؛ لأنَّ شهر رمضان شهر الله، والصيحةُ فيه هي صيحةُ جبرائيل إلىٰ هذا الخلق»، ثمّ قال: «ينادي منادٍ من السماء باسم القائم (عليه السلام) فيسمع من بالمشـرق ومن بالمغرب، لا يبقىٰ راقدٌ إلَّا استيقظ، ولا قائمٌ إلَا قعد، ولا قاعدٌ إلَا قام علىٰ رجليه فزعًا من ذلك الصوت، فرحم اللهُ من اعتبرَ بذلك الصوت فأجاب، فإنَّ الصوتَ الأوَّل هو صوت جبرئيل الروح الأمين (عليه السلام)»، ثمّ قال (عليه السلام): «يكونُ الصوتُ في شهر رمضان في ليلةِ جمعة ليلة ثلاث وعشـرين فلا تشكّوا في ذلك، واسمعوا وأطيعوا...، فإذا سمعتم الصوتَ في شهر رمضان فلا تشكّوا فيه أنَّه صوت جبرئيل، وعلامةُ ذلك أنَّه يُنادي باسم القائم واسم أبيه (عليهما السلام) حتَّىٰ تسمعه العذراءُ في خدرها فتُحرِّض أباها وأخاها علىٰ الخروج...» .
وأخرج ابنُ طاووس عن أبي نعيم بإسناده عن علي (عليه السلام)، قال: «إذا نادىٰ منادٍ من السماء أنَّ الحقَّ في آل محمّد، فعند ذلك يظهر المهدي علىٰ أفواه الناس، ويشـربون حبَّه، فلا يكون لهم ذكر غيره»
رابعًا: فضلًا عن كُلِّ ما تقدم، فإنَّ المهمَّ هو أنْ نكونَ على استعدادٍ دائمٍ في كُلِّ لحظةٍ للظهور، على قاعدةِ ما رويَ عن الإمامِ الصادق (عليه السلام): «فتوقَّعوا الفرج صباحًا ومساءً»
المهم أنْ نتوبَ إلى الله (تعالى)، وأنْ نعملَ على استدراكِ ما فاتنا من الأوامرِ الإلهية، وقضاء ما علينا من واجبات، وإصلاحِ سرائرنا، والتهيؤ النفسي للظهور في أيّ وقت، بحيث يبني أحدنا أمره على أنّه لو ظهر الإمام (عليه السلام) غدًا، بل اليوم، فهو على أهبة الاستعداد.
إذا كنا كذلك، فلا داعي لأنْ نقلقل كثيرًا اتجاه الأحداث المتسارعة التي نراها، فما دمتُ أنا على خير، فلا يهمّني أدركت الظهور أو لو لم أدركه؛ إذ فعلت ما عليّ، والباقي أرجو فيه ربي (جل جلاله) أنْ أكونَ ممّن يُدركون الظهور المبارك، وإلا، فادعوه (عز وجل) أنْ أكونَ ممّن يعطيهم الباري (جلّ وعلا) الفرصة للرجوع مع مولاه، إذ رويَ عن المفضَّل بن عمر، قال: ذكرنا القائم (عليه السلام) ومن ماتَ من أصحابنا ينتظره، فقال لنا أبو عبد الله (عليه السلام): «إذا قامَ أُتِى: أُتِيَ المؤمنُ في قبره فيُقال له: يا هذا! إنَّه قد ظهر صاحبك، فإنْ تشأ أنْ تلحقَ به فالحق، وإنْ تشأ أنْ تُقيمَ في كرامةِ ربِّك فأقم»




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=177593
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 01 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28