لقد مرت الآن أسابيع على إختتام بطولة الخليج الرياضية، ومازال حديث الوفود التي حضرت للبطولة -من خارج العراق- مستمر عن كرم العراقيين في البصرة، وانبهارهم من هذا العطاء والايثار والكرم الذي ينفرد به المواطن العراقي دون غيره، فالوافدون لبلاد الرافدين وجدوا القلوب مشرعة لاحتضانهم، وتواقة لاستقبالهم، وهذا ليس بغريب على العراقيين فهو ديدنهم في احسان مثوى الضيوف.
البصره التي هزمت كل الاعلام المعادي بضربة واحدة رسمت أجمل صورة عن هوية الشعب العراقي التي عجز الاعلام المغرض عن تشويهها، ومسحت كل السخام الذي تركه الموتورون في ذاكرة العالم، فالبصرة الحبيبة بشيبهم وشبابهم نقلوا أجمل صورة في إظهار حقيقة الكرم العراقي الحسيني الاصيل وأخلاقة ومعتقده وإظهار معدن وتعاليم الإسلام الحنيف وسننُ رسولنا الكريم وال بيته الكرام (صلى اللّه عليهم اجمعين)
ان الشعب العراقي من خلال كرمه وسخائه كان له الدور الاكبر في نجاح البطولة فقد ابهر العدو قبل الصديق لما يتمتع به من سجايا حميدة كالكرم والضيافة.
هذا التعود على العطاء لم يكن محض صدفة، بل له جذور غرسها الإمام الحسين (عليه السلام) حين وضع أسس الكرم وشرع قوانين السخاء، و حين أعطى اعز ما يملك قربة لله تعالى، فالدماء التي سالت على رمضاء كربلاء لم تذهب سدى، اذ نراها أينعت وأزهرت كرما وعطاء جسدها أنصار النهضة الحسينية على مدار القرون المنصرمة بعد واقعة عاشوراء، هي تربية تلك المواكب الاربعينية التي حولت السلوك الخاص ببعده الديني الى سلوك عام يتشارك فيه الجميع، ونسجت حوله القصص والحكايات، بعد أن رصدت الكاميرات هذه الحقيقة المذهلة إلى العالم أجمع، فحري بالكرم الحاتمي ان يذوب خجلا امام كرم العراقيين الحسيني.
|