• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : امانة بغداد والدور المطلوب .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

امانة بغداد والدور المطلوب

يعاني اهالي بغداد والمحافظات الاخرى من تدني او فقدان مستوى الخدمات البلدية ، ولاسيما في المناطق الشعبية القديمة والاحياء الجديدة على اطراف بغداد ، وقد اعتدنا ان نحمل امانة بغداد مسؤولية ذلك باعتبارها الجهة المسؤولة بشكل مباشر عن اظهار بغداد بجمالية تليق بمكانتها التاريخية والحضارية ، ولا ننكر ان امانة بغداد تعاني من وضع مركب لا تحسد عليه ، اضافة الى تداخل اعمالها مع اكثر من دائرة ، وترهل دوائرها المختصة بالعديد من الاوامر القديمة التي لاتتناسب مع المرحلة الحالية والتي ما زالت سارية المفعول لحد الان ، كذلك قيام المجالس البلدية بتنفيذ اعمال هي من صلب مهام الامانة ولا يؤخذ رأيها الا في مراحل التنفيذ ، ولا نعرف عن الكيفية التي تحال بها اعمال النظافة في بغداد والمحافظات الى الشركات والمقاولين ، ولغرض النهوض بهذه المهام لجأت امانة بغداد الى احالة اعمال التنظيف الى شركات اهلية ومقاولين ، وسبق وان احالت الامانة اعمال التنظيف الى مقاولين عن طريق اسلوب المزايدة ، ولكن الامانة هي التي تدفع المبالغ الى الشركات والمقاولين ، ووفق ضوابط مركزية ، وتم فيها تشكيل لجان اشراف على اعمال الشركات والمقاولين ولم نر يوما هذه اللجان ، اذ ان عمال التنظيف يتبخرون بعد الساعة العاشرة صباحا ، فاين هذه اللجان ؟؟ والملاحظ هو عدم تنسيق عمل الشركات والمقاولين واخلاصهم ففي الوقت الذي يقوم العمال بكنس الشوارع الرئيسة فقط وتجميع النفايات على الارصفة ، تمر السيارات مسرعة وتعود النفايات الى الشارع مرة اخرى وبسبب غياب السيارة المخصصة لرفع النفايات ، يؤدي ذلك الى انتشارها من جديد بفعل حركة المركبات والرياح كما ان الاليات المخصصة لجمع النفايات لا تقف مما يضطر المواطن الى رمي النفايات في الشوارع والساحات القريبة مما يشكل قبحا يسيء الى مظهر بغداد ، كذلك الحاويات الاسمنتية الفاشلة والتي كانت السبب الرئيسي لانتشار الامراض والروائح الكهرية ومرتعا للحيوانات السائبة والحشرات ولصعوبة رفع النفايات منها لعدم تمكن "الشفل" من جمعها مما يسبب في تحطيمها ، مما يعني ان مبالغ قد هدرت من غير تخطيط او دراسة مسبقة ولا يفوتنا ان نذكر ان اغلب هذه الحاويات قد وضعت بشكل عشوائي وتبعد الواحدة عن الاخرى اكثر من (500 م) مما يجعل المواطن عاجزا عن القاء النفايات فيها بسبب بعد المسافة ، وبالرغم من انه قد مر اكثر من عام على هذه التجربة ، نرى ان عمل الشركات والمقاولين يتركز على الشوارع الرئيسية فقط تاركين الازقة والشوارع الداخلية تعاني الامرين ، هذا جانب أما الجانب ألأشد مرارة فيتمثل في تعبيد قسم من شوارع وارصفة بغداد ، وبعد فترة وجيزة تبدأ اعمال الحفر وعلى سبيل المثال فأن المنطقة الواقعة بين ساحة المستنصرية وجسر الطالبية قد تم زراعة الجزرة الوسطية بين الشارعين بالنجيع الاخضر وظهرت بشكل جميل جدا كما تم احاطتها بسياج حديدي تم طلاءه بلون جميل لكن لن يستمر هذا المنظر سوى ثلاثة اشهر فقط بعدها تم رفع السور الحديدي وتم الشروع باعمال اخرى ، أما ساحة 83 فكان لها نصيب كبير جدا من اعمال الصيانة والهدم واعادة الصيانة ، ولايختلف الامر عندما نتحدث عن المنطقة المحصورة بين ساحة 83 وحي اور ، وكذلك الجزرة الوسطية الممتدة من ساحة جمال في جانب الكرخ وحتى مصرف الصالحية حيث شهدت اعمال اعمار استمرت فترة قصيرة جدا ومن ثم بدأت عملية الهدم والقلع .. الخ .. كل ذلك يضع امامنا سؤالا مفاده الى متى يستمر سوء تخطيط المشاريع وإهدار المال العام الذي نحن أحوج الى الحفاظ عليه واستخدامه في حدود المطلوب ؟ ويبدو ان مثل هكذا حالات لم تعد ومع الاسف الشديد في العراق نادرة الحدوث في ظل التخبط الاداري والمالي لمختلف دوائر الدولة الاخرى..
 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=17790
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20