• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نقاط التفتيش تجعل من مدينة بعقوبة كالسجن الكبير .
                          • الكاتب : عماد الاخرس .

نقاط التفتيش تجعل من مدينة بعقوبة كالسجن الكبير

لن تستطع نقاط التفتيش رغم كثرتها وتقاربها من بعضها من وضع حد للعمليات الإرهابية واستمرار قتل أهلنا في محافظة ديالى الجريحة ولكن جعلت من   مركزها تحديدا ( مدينة بعقوبة ) كالسجن الكبير لهم !

     غاية مقالي تنبيه الأجهزة الأمنية في هذه المحافظة والتي تقود الحرب على الإرهاب على ظاهره خطيرة وهى كثرة نقاط التفتيش وتقاربها من بعضها  لما لها من  نتائج خطيرة في إيذاء المواطن وزيادة غضبه وحقده على العملية السياسية.

     وقد يتساءل البعض لماذا يتصور كاتب المقال كثرة وتقارب نقاط التفتيش ظاهره خطيرة رغم إن المدينة تشهد زيادة في عمليات الإرهاب؟ ..   والإجابة هي إن نقاط التفتيش العلنية والدائمة لا تعنى السيطرة على الإرهاب لأنها عدو معروف بالنسبة للإرهابيين يدفعهم للتفكير بتغيير أساليبهم وتكتيكهم وهذا ما يؤكده استمرار عملياتهم و الصحيح هو أن يكون تشكيل نقاط التفتيش بشكل مفاجئ ومؤقت يجعل الإرهابيون يعيشون في خوف دائم من احتمال التعرض للتفتيش بأي وقت وفى أي مكان بدلا من الأوقات والأماكن الثابتة.

      وعن سبب تشبيه مدينة بعقوبة بالسجن الكبير كما ورد في عنوان المقال فهو إن طول ساعات انتظار المواطن  في طوابير السيارات عند نقاط التفتيش وتحت لهيب الشمس الحارقة اجبر الناس على تحديد حركتهم وتفضيلهم ملازمة البيت عن الخروج منه لأي سبب كان .. أي أنهم أصبحوا كالذي يعيش تحت الإقامة الجبرية !!

      أما العذاب الذي يلاقيه أهالي مدينة بعقوبة للسبب أعلاه فهو لا يقل عن عذاب الإرهاب والفرق هو انه بطيء وطويل في الحالة الأولى وسريع وقصير في الثانية..  أي انه أكثر رحمة فيها.

 

      ومن أهم التفسيرات التي تقف وراء هذه الظاهرة هي..  أولا .. ضعف الجانب الإستخباراتى والاعتماد على نقاط التفتيش حصرا في مطاردة الإرهابيين.. ثانيا .. البعض من قادة الشرطة الأمنيين يعيشون في هاجس الخوف على مناصبهم ولتجنب تعرضهم للمساءلة بعد حدوث أي خرق جعلهم أن لا يضعوا أي اعتبار لعذاب المواطن وطول ساعات انتظاره..ثالثا.. عدم التنسيق بين أعضاء مجلس المحافظة وقادة الأجهزة الأمنية أدى إلى ضعف الأداء في وضع الخطط السليمة للحرب على الإرهاب .. رابعا ..قد يكون هناك سبق إصرار لدى البعض من قادة الأجهزة الأمنية في تعذيب المواطن لكي يزيد غضبه و استيائه من العملية السياسية وهذا ينسجم مع نوايا الإرهاب أو يفكر البعض الآخر في تهيئة الظروف الموضوعية الأفضل لتنفيذ العمليات الإرهابية واقصد بها التجمعات البشرية في طوابير الانتظار الطويلة .. خامسا .. فسح المجال للمتسولين والباعة المتجولين لممارسة عملهم بشكل مريح وسرعة تصريف بضائعهم على الراكبين في مختلف وسائط النقل إثناء فترات الانتظار !

     أتمنى أن تعيد الأجهزة الأمنية النظر في ظاهرة تقارب وكثافة نقاط التفتيش وبما يسمح للمواطن في ممارسة حريته الكاملة في التنقل لاستمرار حياته تحديا للإرهاب على أن يتم التركيز في توزيعها على أطراف المدن التي تتواجد فيها أكثر حواضن الإرهاب.

     ارجوا أن لا يفهم مقالي على انه تشكيك بالجهود والتضحيات التي تبذلها الأجهزة الأمنية بحربها ضد الإرهاب ولكن المعاناة اليومية للمواطنين وخصوصا أهالي مدينة بعقوبة دفعني للتذكير بأحد أسبابها عسى أن يتم علاجه ! 

 

     اسكن الله شهداء العراق ضحايا الإرهاب فسيح جناته والشفاء العاجل للجرحى .

     الصبر والسلوان لذوى ضحايا التفجيرات الأخيرة فى أبو صيدا وبعقوبة والخالص.. الخ.

عماد الاخرس

emtk_alakhras58@yahoo.com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=178
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 07 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 19