• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مع الإمام المهدي في غيبته / ٨ .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

مع الإمام المهدي في غيبته / ٨

 غيبة الإمام المهدي مدة زمنية تنتهي بالظهور المبارك ، وهذا الظهور قابل للتعجيل ( التقديم ) والتأخير ، ولأعمالنا - نحن المنتظرون - دخلٌ في ترجيح أي الخيارين منهما على الآخر ، مما يزيد من مسؤوليتنا اتجاه الغيبة ويعزز من عضويتنا الفاعلة في أحداث مجرياتها ..

ورد في كتاب الاحتجاج في التوقيع المبارك للامام عليه السلام : « وأكـثروا الـدعـاء بـتـعـجـيل الفـرج فإنّ ذلك فـرجـكم‌ » . وفي غيبة النعماني عن إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « قـد كـان لـهذا الأمـر وقـت وكـان في سنـة أربـعيـن ومـائة فـحدثتـم بـه وأذعتمـوه فـأخـره الله عـز وجـل » . وعن إسحاق بن عمار ايضاً قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : « يا إسحـاق إن هـذا الأمـر قـد أُخـر مـرتـين » .

وبيننا وبين الظهور منازل لا بد من قطعها ، تارةً نسمّيها شرائط الظهور وتارة نسمّيها ضمانات الظهور .. وتقع أيضاً على هذا الطريق علامات ودلائل تعطي لنا تقريبات معيّنة للمسافة المقطوعة والمتبقيّة ، والتعجيل لا يعني اختزال وإلغاء تلك المنازل بقدر ما يعني سرعة طويها ، فمدّة الانتقال بين نقطتين كما أنها تتعلّق بطول وقصر المسافة بينهما فإنها تتعلق أيضاً بسرعة الإنتقال بين النقطتين ..

والظاهر أن الدعاء من أسرع مراكب طوي تلك المنازل والمسافات ، في الأمالي للسيد المرتضى : أن ابن الكواء سأل أمير المؤمنين : يا أمير المؤمنين ، كم بين السماء والأرض ؟ قال ؏ : « دعـوة مستـجـابـة » . فهكذا الدعاء يفعل فعلته في تقريب المسافات واختزال الساعات ..!

وعن الإمام العسكري عليه السلام : « والله ليـغيبـنَّ غيبـة لا ينجـو فيها مـن الهـلكـة إلا من ثبّـته الله عـز وجـل على القـول بـإمامته ووفـقـه [فيها] للـدعاء بتعـجيل فـرجـه ». الصدوق /كمال الدين واتمام النعمة ج١ ص٤١٢

وفي البحار عن تفسير العياشي عن الفضل بن أبي قرة قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : « أوحـى الله إلى إبـراهيم أنـه سيولـد لـك ، فقال لسـارة ، فـقـالـت : أألـد وأنـا عـجوز ؟ فـأوحى الله إليه أنها ستلـد ويعـذب أولادهـا أربعـمائة سنة بـردّها الكـلام عليَّ ، قال : فلـما طـال على بني إسرائيل العـذاب ضجّوا وبكـوا إلى الله أربعيـن صباحـاً ، فـأوحى الله إلى مـوسى وهـارون يخلّصهم مـن فرعون ، فـحطّ عـنهم سبعيـن ومـائة سـنة » . قـال : فقـال أبـو عـبد الله (عليه السلام) : « هـكذا أنـتم لو فـعلتـم لـفـرّج الله عـنّا ، فأمّا إذ لم تـكـونوا فإن الأمر ينـتهي إلى منتهـاه ». بحار الأنوار : ج٥٢ ، ص١٣١-١٣٢

فـ ( الدعاء يـردّ القضاء بعـد ما أُبـرم إبـراما ) كما في الخبر ، والدعاء لا يعفي الظهور عن شرائطه وضمانات نجاحه بقدر ما يسهّل ويسرّع لنا تحقيقها ، ولا يخفى على كل مؤمن أن للدعاء مقوّمات ومضانّ استجابة لا ينبغي ان تنسى او تُهمل ، عجل الله تعالى فرجنا بفرج إمامنا صاحب العصر والزمان ، قال تعالى ( فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ) الروم ٤




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=178806
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 10