يخطىء كثيرا من يظن أن المواطن المصرى البسيط لايفهم ما يدور حوله من
ألاعيب السياسة والسياسيين أو أنه غير مهتم بما يدور على الساحة من معارك
مفتعلة لصالح فئات معينة تريد أن تستاثر بالسلطة وتنفرد بحكم مصر لتنفيذ
أهدافها وتوجهاتها .
المواطن البسيط أذكى كثيرا من معظم الخبراء والمحللين السياسيين الذين
تستضيفهم الشاشات ( السوداء ) ليمطرونا بوابل من المهاترات الحوارية
والفذلكات السياسية التى تبث الفرقة وتجعل " لم الشمل " حلما بعيد المنال
حيث وصلت المزايدات على الفضائيات الى درجة مهينة لعقلية المشاهد الذى
يجلس أمام الشاشة مندهشا مما يسمعه ويراه من برامج وحوارات غاب عنها حجة
المنطق وعقلانية التفكير وموضوعية التحليل .
المواطن البسيط الذى يشكل غالبية هذا الشعب يقف متعجبا مما يراه ويدور
حوله من أحداث غريبة ومواقف متناقضة وصراعات ممقوته وافكار بالية لاتصب
جميعها فى صالح هذا الوطن
ويرى أنه الخاسر الوحيد فى لعبة السياسة التى تدور رحاها على ارض الوطن
وكأنه حلبة للمصارعة حيث البقاء للأقوى والأمهر فى ممارسة هذه اللعبة
البعيدة تماما عن المبادىء الانسانية والأخلاق السوية .
لقد كشفت نتائج الانتخابات الرئاسية المواقف الحقيقية لكثير من مدعى
الثورية والتيارات السياسية التى كانت تتشدق بالديمقراطية وتدعو لتطبيقها
وتفعيلها فى اسرع وقت فاذا بهم يغيرون مواقفهم ويظهرون أمام الرأى العام
بصورتهم الحقيقية البشعة التى تدعو الى التخريب والتدمير وتشويه كل ما هو
جميل فى هذا الوطن .
المواطن البسيط يرفض تماما شعار ( يسقط حكم العسكر ) الذى يردده البعض
دون وعى سياسى أو حس وطنى ، ويردده كثيرون خدمة لأهداف ومصالح ظاهرها حق
وباطنها باطل ، وينسون جميعا أن شرف العسكرية المصرية هو شرف لجميع أبناء
مصر ولتاريخ مصر فى العصر الحديث حيث استطاع هذا الجيش بقياداته الحالية
تسجيل أول نصر مصرى وعربى فى مواجهة اسرائيل وامريكا من خلفها .
المواطن البسيط يرفض الحملة الشرسة التى يتعرض لها المرشح الرئاسى أحمد
شفيق التى وصلت الى درجة كبيرة من التدنى الاخلاقى فى لغة الخطاب والحوار
. هذا الرجل الذى يحسبونه على النظام السابق لم يكن عضوا بالحزب الوطنى
أو بلجنة السياسات وتشهد سيرته الذاتية بأنه رجل أدى واجبه الوظيفى
العسكرى ثم المدنى على أكمل وجه ‘ والغريب فى الأمر أن كثيرا من مهاجميه
كانوا أعضاء بالحزب الوطنى وبعضهم بلجنة السياسات واكثرهم كانوا يتمنون
نظرة عطف ورضا من رأس النظام السابق ، وينطبق عليهم " اذا لم تستح فاصنع
ما شئت " .
المواطن البسيط يرفض الدولة الدينية بكل أشكالها لأنه يعى تماما أن الخلط
بين الدين والسياسة يجر الوطن الى مخاطر وصراعات غير مأمونة العواقب حيث
التشدد والاستبداد والاقصاء لبعض فئات هذا الوطن .
المواطن البسيط يرفض استبداد بعض شباب الثورة الذين سقطوا فى فخ مدعى
الثورية والمنتفعين بها حيث يرفضون وصول المرشح الرئاسى أحمد شفيق لجولة
الاعادة التى وصل اليها بحكم الصندوق الذى يحتكم الجميع اليه باعتباره
الوسيلة الديمقراطية السليمة لاختيار أى مرشح طالما أن عملية الا نتخابات
قد تمت بنزاهة وحيدة ، وقد شهد جميع المراقبين المحليين والدوليين بنزاهة
وحيدة هذه الانتخابات ‘ ويرفض المظاهرات والاحتجاجات التى تنادى باقصاء
المرشح الرئاسى أحمد شفيق من سباق الاعادة بحجة أنه من الفلول لأنه آتى
بحكم الصندوق .
الذين يرفضون الديمقراطية ممثلة فى الصندوق كأنهم يهتفون : تسقط
الديمقراطية .. تحيا دولة المرشد .
عاطف على عبد الحافظ
كاتب وشاعر مصرى
|