الوداع ذلك الفراق الروحي الذي يجعلك تئن حزينا وانت تلوح بقلبك المرهف للذي تودعه ولطالما علقت في الذاكرة لحظات الوداع المؤلمة وبما انه لا مناص من الموت والذي هو الحقيقة التي لا تخضع للنسبية فاننا سنساق بدفق عواطفنا ونترك للدموع حرية الانسياب وهي تودع الاحباب الزائحين المسافات المتبقية بخطى اخيرة , اما كان للموت ان يتأخر قليلا ويترك لنا كبيرنا وشيخنا قاسم السيد الذي كان ملح حياتنا المصارعة وكان لدفق عطائه المتواصل الذي احاط بالمصارعيين العراقيين بابوة حميمية مسار الانتصار والابداع والتحبب فكان للجميع كما كان للعراق وكان هو خير مثال للحمة الوطنية التي حاول وبكل ما يملك لردم الهوة ورئب الصدع المتكون من حروب الطوائف المقيتة فكان رياضيا منجزا وانسانا رائعا وسياسيا مبدعا فأول مصارع اولمبي كان هو ولم يخسر نزالا عراقيا محليا وحين كان مدربا اسس فرقا ومصارعين حصد واياهم مئات الالقاب المحلية والدولية وكاتب السطور احد اللذين تعطروا بعطر هذا الكبير, فكيف كانت الفقد موجعا وانا اودع انسانا دخل الى مساماتنا عبر نصائحة وارادته ودؤب عمله وانسانيته المفرطة وتواضعه الشديد رغم عظمته , اما يحق لنا ان نتوسل الموت لو كان بامكاننا ان يمهلنا بعض الوقت ليبقى على كبيرنا لنساهم واياه بايصال المصارعة الوطنية الى بر الامان عبر السفينة التي يوجهها هو ومن ثم ليودعنا وهو سعيد, لانه استطاع ان يحقق ربما رغبته الاخيرة التي كان دائم التصريح بها ويحلم بها وايانا بان نرى وبعيونه ابطال المصارعة العراقيين وهم يقفون امام الشمس متوسمين العلياء بانتصاراتهم المبهرة. لكن ما بال الموت جاء على حين غرة وتركنا نحدق في البحر بعيون قلقة تبحث عن مرسى او شيخ كبير يملك كل ما يمكله شيخنا وكبيرنا لكن العيون المصدومة بهول المفاجاءة ستظل تبحث وتبحث وبيقين اليائس سوف لا نجد عزائنا الى بالنصب التذكاري الذي ستنجزه وزارة الشباب والرياضة والتي اوعز مشكورا السيد وزير الشباب والرياضة العراقية ابان حضوره لتعزية عائلة السيد بفقيدها وذلك بتخليده بنصب تذكاري امام مبنى النادي الذي سيبكيه كلما رنا نخو السيد المنتصب امامه كنخلة شامخة لانه سيفتقد لصوت قاسم السيد الصاخب حين يلج اورقته .
فلروحك الهانئة منا ارق الحب
ولصوتك المحبب اجمل الذكريات
ولك انت وحدك ايها الكبير سنقف اجلال واكبارا اما النصب الذي سيدلل على وجودك الخالد بيننا .
ولا يسعني الا ان ارفع يدي الى السماء حيث ستجد روحك مأواها الآمن واتضرع للرب ان يوعز لروحك المتسامية بالرفرفة فوق احلامنا القلقة لتعزز قدرتنا لاكمال مسيرتنا الرياضية بنفح انفاسك الاخيرة.
المهندس
احمد طابور
Hachem85@hotmail.com
|