نشاهد اغلب المؤمنين عندما ينتهي من صلاته الفريضة، نراه ملتزما بتسبيح مولاتنا فاطمة الزهراء سلام الله عليها، نعم تسبيح فاطمة مهم جدا، لكن هناك تعقيبا آخر لا يقل أهمية من التسبيح، وهو سجدة الشكر، ربما الكثير من الناس لا يأتي بهذه السجدة، فيأتي بتسبيح فاطمة وينصرف، وإن عدم إتيانه بسجدة الشكر هو لقلة معرفته ما فيها من الأجر العظيم عند الباري عز وجل.
إليكم هذه الرواية ولنقرأها سويةً رويةً معاً، وأنا شخصياً أستبعد ممن يقرأ هذه الرواية ولم يأتي بسجدة الشكر بعد الآن، الرواية في مضمونها تقول: إذا فرغ الإنسان من صلاته، وسجد لله شكرا وقال في سجوده ثلاثا " شكرا لله" قال الله تبارك وتعالى لملائكته: ملائكتي إن عبدي أدى ما وجب عليه من الصلاة، فلما فرغ من صلاته سجد شكرا لي، فماذا له؟ "يعني ماذا أعطيه "، فتقول الملائكة يا رب رحمتك، "يعني هذا يستحق الرحمة".
فيقول الله عز وجل: ملائكتي ماذا له؟ "يعني هذا يستحق أكثر من الرحمة"، فتقول الملائكة يا ربنا جنتك، فيقول الله عز وجل: ملائكتي ماذا له؟ فتقول الملائكة يا ربنا كفاية مهمة، "يعني كل أموره تسهلها"، فيقول الله عز وجل: ملائكتي ماذا له؟ "يعني يستحق أكثر "، فلا يبقى شيء من الخير إلا وتقوله الملائكة.
فيقول الله عز وجل: ملائكتي ماذا له؟ فتقول الملائكة يا ربنا لا علم لنا بذلك، "يعني كل شيء قلناه ومع ذلك تريد ان تعطيه أكثر"، انظر العبارة واسمعها بعقلك، "يعني الواحد منا لما يسمع هذه العبارة يهتز حقيقة"، فيقول الله عز وجل: أشكر له كما شكرني، وأريهُ رحمتي العظيمة يوم القيامة، سبحان الله!! يعني أن الخالق العظيم يذكرني ويشكرني كما ذكرته وشكرته أنا العبد الفقير الضعيف، كم نحن محظوظين بين يدي رب كريم.
والنتيجة أن السجدة "سجدة الشكر" لها كيفيات كثيرة، والأفضل ان يلصق نفسه على الأرض، أي يجعل صدره على الأرض مع الذراعين، وقد ورد استحباب بدل السجدة الواحدة ان تكون سجدتان، بحيث يسجد السجدة الأولى، ثم يضع خده الأيمن على التربة، ثم خده الأيسر ايضا، ثم يرجع يسجد السجدة ويقول ثلاثا "شكرا لله"، ويستحب أن يدعو الساجد بهذه الدعوة أيضا في سجوده فيقول: "يا الله يا رباه يا سيداه"، فإذا قالها في سجدة الشكر ثلاثا، جاءه النداء من الله عز وجل : لبيك عبدي ما حاجتك؟ أعطاه الله حاجته.
نعم لنقتدي بإمامنا زين العابدين وسيد الساجدين سلام الله عليه، الذي كان ملتزما بهذه السجدة "سجدة الشكر" بعد الفراغ من كل فريضة، ونسأل الله تعالى لنا جميعاً بالثبات وعدم ضياع هذه السجدة العظيمة القدر، بحق نبينا الكريم وآله الطيبين الطاهرين.
|