• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الصوم معرفة / ٤ .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

الصوم معرفة / ٤

الصوم من العبادات التي تجعل المكلّف يعيش حالة من الإستشعار أو الإقتران المعرفي مع أشخاص يمرّون بحالة من الشدّة والمجاهدة مع الحاجة الشديدة الى الرحمة والمساعدة .. ومنها استشعار حال الذي يكابد الفقر والفاقة في الدنيا وحال الإنسان وهو في عرصات القيامة وفي ذلك الموقف المُذهل والمصير النهائي لوجوده .

عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) - في علة وجوب الصوم - : " لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش ، ويستدلّوا على فقر الآخرة ، وليكون الصائم خاشعاً ذليلاً مستكيناً مأجوراً محتسباً عارفاً صابراً لما أصابه من الجوع والعطش ) ميزان الحكمة ج٢ص١٦٨٥ . وعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله : " وإذكروا بجوعِكُمْ وعطشِكُم فيهِ جوعَ يومِ القيامةِ وعطشِهِ " .

وكلّما انقطع الإنسان بحاجته وفاقته الى الله تعالى وتخلّى عن كلِّ ما سواه وجاهد في تحملّها كلما كان أقرب الى الله تعالى ، فمن جاهدَ شاهد كما يقول أصحاب الرياضات الروحية .. عن الإمام الصادق عليه السلام : ( إن الله عزوجل يقول : يحزن عبدي المؤمن أن قتّرت عليه وذلك أقرب له مني ، ويفرح عبدي المؤمن أن وسّعت عليه وذلك أبعد له مني ) الكافي ج2 ص141 ، وسُئل رسول الله صلى الله عليه واله عن الفقر فقال : ( خزانة من خزائن الله ، كرامة من الله ، شيء لا يعطيه الله الا نبياً مرسلا أو مؤمناً كريماً على الله ) جامع السعادات ج2 ص84 .

وطريق الإستشعار والاقتران المعرفي مع أشخاص يمرّون بحالات هُم بأمس الحاجة الى الرحمة والمساعدة والمواساة من أقصر الطرق الى الله تعالى ، سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله : أين الله ؟ ، فقال : " عند المنكسرة قلوبهم " . ولهذا أعدّ لنا رسول الله في الخطبة التي استقبل بها شهر رمضان قائمة من العناوين التي تستحق هذا النوع من التفاعل :

+ وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم .
+ ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم .
+ وتحننوا على أيتام الناس كما يتحنن على أيتامكم .

وربما هناك تفاعل قهري يحصل بين شخصين بينهما علقة أو رابطة معينة ، فتحدثنا الروايات عما يحصل بين المؤمن وأهل البيت عليهم السلام من مفاعلة ، عن أبي بصير : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ومعي رجل من أصحابنا ، فقلت له : جعلت فداك يا بن رسول الله إني لأغتم وأحزن من غير أن أعرف لذلك سببا ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ( إن ذلك الحزن والفرح يصل إليكم منا ، لأنا إذا دخل علينا حزن أو سرور كان ذلك داخلاً عليكم ، لأنا وإياكم من نور الله عز وجل ) . ميزان الحكمة ج١ص٦١٤




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=180066
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16