• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شهر رمضان.. والإسراف في مشاهدة التلفاز .
                          • الكاتب : علا الحميري .

شهر رمضان.. والإسراف في مشاهدة التلفاز

 

بالرغم من السلوكيات الحسنة الكثيرة الموجودة في مجتمعنا أيام شهر رمضان، إلا أنه في المقابل توجد بعض السلوكيات السيئة التي يمارسها بعض الناس في شهر رمضان، والتي تؤدي إلى ضياع الفوائد المرجوة من مقاصد الصوم، ومنها متابعة المسلسلات والبرامج ذات المحتوى الرديء والهابط، ففي شهر رمضان الفضيل تزخر الشاشة العراقية والعربية بالعديد من البرامج والمسلسلات التي لاتتناسب وقيمة ومكانة ايام الصيام المباركة، والتي عادة مايتم الإعلان عنها في وقت مبكر كي تكون طعما " سهلا" للعوائل والشباب المولعين جدا بمتابعتها والالتزام بأوقاتها حتى ساعات متأخرة من الليل وهذا ما يجعلها عامل هدم وضياع لكل مايناسب شهرنا من عبادات والتزامات اجتماعية مع الاهل والأقارب.. 

قديما كانوا اهلنا واجدادنا يستقبلون شهر رمضان بالفرح، ينتظرونه من العام الى العام، وكانوا يستعدون له بالتوبة النصوح؛ لعلمهم أنه موسم عظيم من مواسم العبادة فيتهيأون له بالتوبة وتطهير القلوب، ولذلك كانوا يتدربون على العبادة حتى لا يأتي إلا وقد تعودوا على كثرة الصلاة وكثرة الصيام وقدوتهم في ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ كان في شعبان يكثر من الصيام، وكانوا يستعدون له بالبحث عن الفقراء والمحتاجين كي يواسوهم في الشهر الكريم، لقد كانوا وكانوا كثيرا ما تسمع اخبارهم وسيرهم، فما أحوجنا إلى الاقتداء بهم في استقبالنا لشهرنا وفي جميع أحوالهم .. فالحياة كانت بسيطة وغير متكلفة كما هي هذه الايام والأهالي يستقبلون شهر رمضان المبارك، في ظل البساطة وحفاظهم على العادات التي توارثوها عن أسلافهم. 
نلاحظ اليوم ان افكار وسلوكيات الجيل القديم قد تغيرت لمفهوم الشهر الكريم فقد أصبح شباب هذا الجيل وفتياته يعتقد أن الصوم يبدأ من فترة الإمساك إلى فترة الإفطار متناسين ذكر الله عز وجل، فيبدأون بعد صلاة المغرب بالنظر إلى المسلسلات والسماع للأغاني معتقدين أن الشهر هو كباقي اشهر السنة. فهم لايدركون اهمية الشهر الكريم وتعاليمه ومدى فائدته للمسلمين ..

 فالعبادة مطلوبة في كل أيام حياة الإنسان، فما بالك في أيام قليلة من العام فيها غنائم كبيرة للمسلم والأجر المضاعف من الأعمال الحسنة فلا يجب أن تتم إضاعة هذا الوقت الثمين للتغيير وتزكية النفس في ساعات طويلة من متابعة التلفاز أو أي وسيلة إلكترونية أو ملهيات غيرها، فموسم الخيرات من الضروري الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن فرمضان شهر الرحمة والغفران فيه تغلق أبواب النار وتفتح أبواب الجنة فلماذا لا تستغل هذه النقطة في التقرب إلى الله. 

 من المؤسف حقاً أن يقضي الإنسان الصائم أغلب وقته و هو من برنامج إلى برنامج، و من قناة لأخرى، بدلاً من إحياء ليالي و أيام شهر رمضان الفضيل بالعبادة و الذكر و الدعاء، و بالطبع لا نقصد من ذلك أنه يمنع على الصائم مشاهدة التلفاز، و لكن المقصود هو أن لا يُسرف في مشاهدة التلفاز، و أيضاً أن يشاهد المفيد من البرامج..

من هنا ومن باب التوبة والطاعات المفتوح دائما للعباد ندعو الاسر كافة الى تعويد ابنائهم على استثمار الشهر الفضيل بالعبادات والطاعات. 
 فثلاثون يوما هي قصيرة في عمر الزمن، وماعلينا سوى احترام ايامه وساعاته في طاعة الخالق ونترك ماعداه من اللهو والتسلية امام الفضائيات التي تنتهك حرمة الشهر الكريم بمسلسلات وبرامج لاترجو منها الفائدة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=180079
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29