• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تسمية سور القرآن الكريم (44 سورة الدخان) (ح 2) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

تسمية سور القرآن الكريم (44 سورة الدخان) (ح 2)

عن ابن مسعود قال: (إن قريشا لما استعصيت على النبي دعا عليهم بسنين كسني يوسف فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد فأنزل الله "فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ" (الدخان 10) فأتى رسول الله فقيل: يا رسول الله استسق لمضر فإنها قد هلكت؛ فاستسقى فسقوا فنزلت "إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ" (الدخان 15) فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم فأنزل الله: "يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ" (الدخان 16)).
سورة الدخان هي سورة مكية نزلت على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في مكة المكرمة، تتناول كأغلب السور المكية الدعوة للإسلام، وتثبيت العقيدة في فلوب المسلمين وتحمل الكثير من الرسائل وتتحدث عن البعث ويوم القيامة، وتقع في الجزء الخامس والعشرون، وهي السورة رقم أربعة والأربعون، ونزلت بعد سورة الزخرف. يبلغ عدد آياتها تسع وخمسون آية، ويبلغ عدد كلماتها ثلاثمائة وست وأربعون كلمة، ويبلغ عدد حروفها ألف وأربعمائة وواحد وثلاثون حرفا، وتعتبر سورة الدخان من السور التي لها فضل عظيم.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ" (الدخان 3) المبارك من مادة بركة، و هي الربح و المنفعة و الخلود و الدوام، فأي ليلة هذه التي تكون مبدأ الخيرات، و منبع الإحسان و العطايا الدائمة؟ لقد فسّرها أغلب المفسّرين بليلة القدر، تلك الليلة العظيمة التي تغيرت فيها مقدرات البشر بنزول القرآن الكريم. تلك الليلة التي تقدر فيها مصائر الخلائق. نعم، لقد نزل القرآن على قلب النّبي المطهر في ليلة حاسمة مصيرية. و تجدر الإشارة إلى أنّ ظاهر الآية هو أنّ القرآن كله قد نزل في ليلة القدر. أمّا ما هو الهدف الأساس من نزوله؟ نهاية الآية أشارت إليه إذ قالت: "إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ‌" (الدخان 3) فإن سنتنا الدائمة هي إرسال الرسل لإنذار الظالمين و المشركين، و كان إرسال نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله و سلّم بهذا الكتاب المبين آخر حلقة من هذه السلسلة المباركة المقدسة. و للاجابة على هذا السؤال يجب الانتباه إلى أننا نقرأ في هذا الآية إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ" من جهة، و من جهة أخرى جاء في الآية (185) من سورة البقرة "شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‌ و من جهة ثالثة نقرأ في سورة القدر "إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" (القدر 1) فيستفاد جيدا من مجموع هذه الآيات أن الليلة المباركة في هذه الآية إشارة إلى ليلة القدر التي هي من ليالي شهر رمضان المبارك. و إضافة إلى ما مر، فإنه يستفاد من آيات عديدة أن النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم كان عالما بالقرآن قبل نزوله التدريجي، كالآية (114) من سورة طه‌ "وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى‌ إِلَيْكَ وَحْيُهُ‌". و جاء في الآية (6) من سورة القيامة "لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ‌". من مجموع هذه الآيات يمكن الاستنتاج أنه كان للقرآن نزولان: الأوّل: نزوله دفعة واحدة، حيث نزل من اللّه سبحانه على قلب النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم الطاهر في ليلة القدر من شهر رمضان. و الثّاني: النّزول التدريجي، حيث نزل على مدى (23) سنة بحسب الظروف و الحوادث و الاحتياجات.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=181003
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 04 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3