المعارك بالأسلحة الثقيلة تتواصل في السودان في مناطق عديدة، فيما يتدخّل سلاح الجو بانتظام حتى داخل الخرطوم لقصف مقار لقوات الدعم السريع، وينتشر مقاتلون باللباس العسكري مدجّجون بالأسلحة في شوارع العاصمة التي تملأها أيضا الآليات العسكرية ،في وقت يصعب فيه تشخيص الوضع على الأرض. وهكذا يجري تدمير السودان وهدر دماء مواطنيه في ظل المعارك المشتعلة بين أصحاب المصالح الشخصية في الجانبين، ويتجه السودان بسرعة نحو الدولة الفاشلة "الصوملة"، في ظل مخاوف أن تغذيها جهات دولية بما يطيل أمد الحرب، بينما تشح الأغذية، وتنقطع مياه الشرب والكهرباء والإنترنت، ليصبح من ينجو من القتال ضحية كارثة إنسانية
وهكذا عندما تفقد الوطنية مفهومها ويغلب صراع فقدان الضمير في أي بلد يحرق الأخضر واليابس وعندما تطغى المصالح الشخصية في الحكومات على حماية مؤسسات البلد يكون سلاح الدم هو الحاكم ونحن في العراق عشنا مثل هذه المرحلة ولازلنا نتذوق مرارتها وما يجري اليوم من تدمير للسودان وهدر دماء مواطنيه في ظل المعارك المشتعلة بين أصحاب المصالح الشخصية في الجانبين، ويتجه السودان بسرعة نحو الدولة الفاشلة المتهاوية في ظل مخاوف أن تغذيها جهات دولية بما يطيل أمد الحرب، و تشح الأغذية، وتنقطع مياه الشرب والكهرباء والإنترنت، ليصبح من ينجو من القتال ضحية كارثة إنسانية، والحل عبر حوار أمراء الحرب لن تجدي نفعا، ولن تجد دعوات الحوار أي صدى من أصحاب المصالح، وفي حالة إنتصار أي منهما لن تتوقف المأساة، فلو إنتصرت قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي ستواصل وحدات من الجيش القتال، لرفضها تولي حميدتي، وفي الة إنتصار الجيش لن يستطيع بسط سيطرته على الأطراف وكثير من المناطق، ولا حل إلا بحراك شعبي يدعو للسلام والحكم الوطني الديمقراطي، ويطالب بتنحية كل من أشعلوا الحرب، وامتداداتها المدنية، وكل من يتلقون التمويل سواء من دول الخليج أو أوروبا، ورغم صعوبة هذا الطرح فإنه الطريق الصعب هو الحل الوحيد لخروج السودان من محنته القاسية.
|