عن أبي إمامة قال: قال رسول الله: (من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة أو يوم جمعة بنى الله له بيتا في الجنة). عن ابن مسعود (أن رسول الله قرأ في المغرب حم التي يذكر فيها الدخان). جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: فضل تلاوة هذه السورة: جاء في حديث عن نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله و سلّم: (من قرأ سورة الدخان ليلة الجمعة و يوم الجمعة بنى اللّه له بيتا في الجنّة). و روي عنه صلى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال: (من قرأ سورة الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك). و في حديث آخر عن أبي حمزة الثمالي، عن الإمام الباقر عليه السّلام: (من قرأ سورة الدخان في فرائضه و نوافله بعثه اللّه من الآمنين يوم القيامة، و أظله تحت ظل عرشه، و حاسبه حسابا يسيرا، و أعطي كتابه بيمينه).
سبب نزول آية: "فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ" (الدخان 10) وقد ورد أنّ سبب نزول تلك الآية أنّ قريشًا أوغلت في كفرها ولم تعطِ لما يدعوه إليهم رسول الله أهميّة، فدعى عليهم رسول الله أن يصيبهم سنين قحطٍ كسنين القحط التي أصابت قوم يوسف عليه السلام، فحصل ذلك ووصلوا إلى مرحلةٍ يأكلون فيها العظام فأصبح الرجل منهم عندما ينظر إلى السماء فيبدو أن ما بينه وبين السماء كالدخانٍ وذلك لما يشعر به من التعب والجهد، فأنزل الله تلك الآية. افتتحت سورة الدخان بالثناء على القرآن الكريم، وأنه نزل في ليلة وصفها الله بأنها مباركة، وهذه الليلة تسمى عند الله بليلة القدر التي ذكرها في سورة القدر. وبين الله في هذه السورة شرف هذه الليلة وأنها يفصل فيها في أمور الخلق، حيث قال الله: "إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ" (الدخان 3-4).
ورد عن مركز الابحاث العقائدية: من سمى السور القرآنية بهذه الاسماء؟ الجواب: في كتاب (القرآن في الإسلام ) للسيد محمد حسين الطباطبائي ص 134 يقول: والذي لا يقبل الشك ولا يمكن انكاره هو أن أكثر السور القرآنية كانت منتشرة دائرة على السنة الصحابة قبل رحلة الرسول، وقد وردت أسماء كثير من السور في أحاديث جمة منقولة من طرق الشيعة والسنة تصف كيفية تبليغ النبي الدعوة الاسلامية والصلوات التي كان يصليها وسيرته في قراءة القرآن. وهكذا نجد في الأحاديث أسماء خاصة قبل رحلة الرسول لطائفة طائفة من السور كالطول والمئين والمثاني والمفصلات. وفي ص 153 يقول: تقسيم القرآن الكريم إلى السور تقسيم قرآني كتقسيمه إلى الآيات ، وقد صرح تعالى في مواضع بلفظة السورة ، فقال "سورة أنزلناها" و "إذا أنزلت سورة" و "فاتوا بسورة من مثله". وتسمية السور تناسب مع موضوع ذكر فيها أو جاء الاسلام نفسه فيها كسورة البقرة وسورة آل عمران وسورة الاسراء وسورة التوحيد ، وفي نسخ القرآن القديمة كثيرا ما كانوا يكتبون سورة تذكر فيها البقرة وسورة يذكر فيها آل عمران . وربما تكون جملة من سورة معرفة لها كسورة اقرأ باسم ربك وسورة انا أنزلناه وسورة لم يكن وأشباهها . وأحيانا يكون وصف السورة معرفا لها كسورة فاتحة الكتاب وسورة أم الكتاب والسبع المثاني وسورة الاخلاص وسورة نسبة الرب وأمثالها . ان هذه الأسماء والنعوت كانت موجودة في الصدر الأول بشهادة الآثار والتاريخ ، وحتى أسماء بعض السور جاءت في الأحاديث النبوية كسورة البقرة وسورة آل عمران وسورة هود وسورة الواقعة . ولهذا يمكن القول بأن كثيرا من هذه الأسماء تعيينية من زمن الرسول نتيجة لكثرة الاستعمال، وليس شئ منها توقيفيا شرعيا .وقال ابن عاشور: والظاهر أن الصحابة سموا بما حفظوه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أخذوا لها أشهر الأسماء التي كان الناس يتعارفونها بها، ولو كانت التسمية غير مأثورة فقد سمى ابن مسعود القنوت سورة الخلع والخنع كما مر فتعين أن تكون التسمية من وضعه وقد اشتهرت تسمية بعض السور في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسمعها وأقرها وذلك يكفي في تصحيح التسمية. ودليل الذين يقولون أن أسماء السور بتوقيف من النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو روايات يرد فيها ذكر لأسماء سور على لسان النبي، ولكن مجرد ذكر أسماء هذه السور في الروايات لا يدل على توقيفيتها بل لعلها اشتهرت في زمانه صلوات الله عليه بذلك وهذا لا يعني التوقيفية.
|