• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : المطعم السوداني .
                          • الكاتب : حمزة اللامي .

المطعم السوداني

عند زيارتي الأخيرة لبغداد دخلت منطقة (البتاويين) التي تعج بالجمهور السوداني .. راقني التوغل بالمنطقة بدل المرور فقط
وأدخلتُ يديه بجيوبي ورحت أتمشى
وواجهتني لافتة كبير تشير الى ان الذي يقع أسفلها هو مطعم
فقلت لم اذق الطعام السوداني منذ ان ولدتني زوجة ابي .. ولابد ان الطعام طيب شهي
فقررت الولوج ..
ووقفت على جهة لأرتب نفسي فسرحت شعري بكلتا يدي ومسحت حذائي بكمي 
ومضيت .. بعدما توكلت على الله على الباري 
ودخلت ..
واذا الجمهور الذي كان جالس كلهم من الاخوة السودانيين فهالني الموقف!
يالهي؟؟  أيسمح للعراقيين بالدخول ام لا؟
وتسمرت مكاني .. فحدثتني نفسي بالخروج .. بيد ان روحي سارعت وقالت لا يا حمزة ان خرجت قد يغضبون منك .. وقد يحصل ما لا يحمد البتة!!!
فقررت الجلوس على اقرب كرسي ، فجلست سريعا واذا شيء احسسته تحتي قد تكسر فنظرت اليه ووجدته نظارة طبية!!
انكسرت ..
فأدرت وجهي سريعاً ورأيت شخصا قادماً نحوي من المغاسل
سوداني بدت عليه اثار القوة والعنفوان والفتونة .. وعضلاته تكاد تصرخ وتقول هل من مبارز!!!
وحرت بأمري
ياربي .. ما العمل؟
وبحركة سريعة انتقلت الى طاولة اخرى
فجائني النادل
فحياني مبتسماً .. وقال اهلا بك سيدي بماذا تأمر
فتشحرجت الكلمات 
وقال بما تأمر؟
وقلت له .. ما عندكم؟
فردد الأكلات بسرعة رهيبة من دون ان احفل بها .. وظل ناظرا اللي؟
وطلبت منه أن يعيد
وأعاد
وطلبت منه ان يعيد على بطئ
فأبطئ
فلم افهم منه شيء .. فأعاد الرجل مأكولاتهم الجليلة إلى ان أمسكت بأسم غريب وقلت له هات لي مثل الذي ذكرته قبل قليل .. فرفع حواجبه قليلاً وقال ماشي
فأدرت بصري في أرجاء المطعم فأول ما رأيت صاحبنا ابو نظارة
فقلت اووو .. وادرت وجهي نحو الجانب الاخر
الى ان جاء النادل
ولكم ان تتصوروا ماذا احضر؟؟
اتتصورون ماذا احضر؟ وماذا كان ذلك الاسم الغريب؟
احضر شيئاً اخضراً صبه في طبق وبرفقته طبق رز
شيء اخضر يشبة عصارة معدة الاخطبوط .. اتعرفها؟؟
 
يالهي .. ما هذا؟
وبقي النادل واقفا امامي وقد ابتسم .. وبرزت اسنانه ناصعة البياض .. فنظرت له وانا مبتسم علماً اني اجهل اسباب سروره ،، كما اجهل اسباب سروري .. ثم حدثتني نفسي مرة اخرى وقالت الا تبصر كم اسنانه بيضاء وبراقة؟   فقلت صحيح .. ان الشعب الإفريقي كله هكذا وحتى المعدمين منهم ترى اسنانهم ببياض الثلج .. اما نحن فنغدق على اسناننا مبالغ فادحة من دون ان نحفل ببعض البياض او البريق .. وعلي السفر الى افريقا حتى .. فقطع علي النادل حبال افكاري وقال اتأمر شيء اخر
فقلت له لا شكراً
ومضى ..
ورجعت الى الشيء الأخضر الذي أمامي
ما هذا ياربي؟؟ 
كيف يؤكل هذا الشيء؟
أيؤكل ام يحقن بالوريد او يزرق في العضل .. فتركته وبقيت أتسلى بالرز .. وحاولت ان اصمد امام الرز الحاف فلم افلح .. فأبصرني النادل من بعيد ..
فجاءني ..
وقال هل هنالك مشكلة؟؟
الا يروق لك طعامنا ام ماذا؟ .. وأبصرت ان القوم قد توقفوا عن التهام الطعام وتسمرت عيونهم علي!
فقلت له ههههه على العكس ان طعامكم لا يصدق .. انا لم اتذوق منه ولم ارتشف منه خوفا ان ينفد مني .. لا يا سيدي ان طعامكم مفخرة لكل العرب .. وانا عندما اخرج سأنظم لكم دعاية قوية.. وسينهالون عليكم الكتاب وانصاف الكتاب
وانتهى ذلك اليوم .. 
وعدت لداري .. وانا العن يوم مولدي وأول ما وصلت حذفت قناة السودان من جذورها 
وقررت انا وزوجتي مقاطعة المنتجات السودانية 
وان سألتني عزيزي القارئ بعد كل هذه الفترة كيف هي علاقتي بالسودان او بطعامهم 
وأقول لكم ؟؟
والله اني مشتاق له اشتياق الغريق للزورق! 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=1811
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 12 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 6