هذا العلم له عدة خصائص تتناسب وتسير مع العقل والفطرة في تنظيم مايرد إلينا من الإخبارات ونحن نتعامل معه على كافة الاصعدة في شؤوننا الحياتية المختلفة، حيث يلزمنا العقل بقواعد لابد منها في أن الخبر الذي يصلنا متوقف على المخبر به إن كان من أهل الصدق فناخذه ونرتب عليه الآثار وإن كان من الكذبه فنضرب به عرض الجدار، وهذه روح هذا العلم وجوهره وغايته، نعم قد يشكل بعض الاساطين في كونه علما او بيان حال ذلك بحث علمي في إنه له خصائص العلم المعروفة ضمن القواعد المنطقية أم لا؟ بمعنى هل له موضوع جامع بين مسائله ام لا؟ وهذا شان مبنائي عند أهل العلم الذين هم حصون الدين ، وهناك أيضا أتجاهات خاصة في قبول الأخبار منها ما يعتمد على السند فقط ومنها مايعتمد على السند والمتن وقرائن أخرى. وهنا ظهرت مسالك ومباني لدى اهل العلم عرفت بمسلكي الوثاقة والوثوق، نعم قد يختلفون في ماهية بعض المسائل التي هي بالأساس مثار لتغاير الاراء ، لكن أن يرفضوه بالكلية المطلقة فهذا غير صحيح وغريب!!! 
ظهرت دعاوى مريبة مشبوهة تدعوا إلى الأعراض عنه وتُسقطهُ عن الاعتبار وهذا زيغ وشطط وضلال بعيد حيث أن بعدنا عن زمن صدور النصوص جعل توجهنا لهذا العلم يصل إلى حد الضرورة لكي نميز المدسوس والموضوع من الصحيح المعتبر وهذا أيضا خاضع لقواعد مهمة حُررت في محلها والتي منها قواعد العرض على الكتاب وكذلك شهادة الأئمة "عليهم السلام "بوثاقة الراوي  وغيرها من هذه القواعد فلكي تكتمل الصورة تكون َهذه الفنون في خدمة الحديث الشريف والآثار المباركة التي وردت عنهم "عليهم السلام"، أما دعوى أن هذا العلم أخذناه من المخالفين فتدفعها في أن الأئمة عليهم السلام حذروا من أتباع الوضاعين والنقل عنهم حيث وضعوا قواعد كثيرة في كيفية معرفة أخبارهم وتمييزها، فلا بد من الحذر في التعامل مع هكذا دعاوى مريبة لاتحتكم إلى البرهان ولا تسلك طريق  الأدلة المعهود عن سلف الطائفة المحقة ....