إنَّ الحذر من حالات ادِّعاء الفقاهة والتصدِّي للإفتاء هو من أهم وأعظم حالات الحذر التي لا بد للأمة من مراعاتها.
-١-
فتكون ابتداء بنصيحتهم على وفق المنهج القرآني للطرق الثلاثة المعهودة (الحكمة، والموعظة الحسنة، والمجالة الحسنة)، فلعلهم من الجاهلين عواقب ذلك، أو من المغرورين إذ استطاع الشيطان أنْ يزيِّن لهم ذلك، أو من المُغَرِّرين -لا سمح- الله فهؤلاء يكمن فيهم الخطر الشديد؛ لأنَّ أعمالهم ستكون على وفق خطة ومكيدة يعملون على أساسها تدريجيًّا لاصطياد الناس في المجتمع.
-٢-
وهنا يجب على أهل المعرفة أنْ يعملوا في خطَّينِ متوازيينِ أحدهما لا يقلُّ أهمية عن الآخر، فالأول تعريف الناس بالمنهج السليم الذي بيَّنتهُ الشريعة المقدسة في الرجوع إلى الفقهاء في ذلك (أي أسس التقليد) وهي مسألة مهمة في المجتمع على طول خط الأمة في زمن الغيبة، بل حتى في زمن وجود المعصوم في بعض الأحايين.
-٣-
والآخر تعريف الناس بأباطيل هؤلاء وأسمائهم للحذر منهم، وهذا يعدُّ في الشريعة المقدسة من موارد جواز الغيبة، فالغيبة من المحرمات، ومن الكبائر التي ترفع العدالة عن مرتكبها، إلا في موارد معينة، ومنها: 👈🏻 (ما لو خيف على الدين من الشخص المغتاب، فتجوز غيبته لئلّا يترتّب الضرر الدينيُّ).
ومنها: 👈🏻 (القدح في المقالات الباطلة وإن أدّى ذلك إلى نقص في قائلها).
والظاهر أنَّ هذا الجواز المستثنَى لأجل هدف أعظم وهو الحفاظ على الدين ومعالمه.
-٤-
وأرى من المهم جدًّا، بل الواجب عقلًا قبل الحكم على الآخرين مراعاة ما يأتي:
- الاستماع من المدَّعي ذلك بنفسه، أو بقوله، أو بكتابته مع الأمن من عدم احتمال التزوير كما هو المعروف في البرامج الإلكترونية للتزوير.
- التأكُّد بطرق راسخة أنَّ المدَّعي من الصنف الثالث (المغرِّرين)، ثم التثبُّت من إصراره على ذلك.
- معرفة الطرق الشرعية لإظهار تلك الأباطيل بالذات، من دون التجاوز إلى غيرها.
أخيرًا ..
الابتعاد مطلقًا عن مسلك يقولون .. قالوا .. قيل .. سمعنا .. أذاعوا .. إلخ فالقرآن واضح في تحذيره: (ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنَّ السمع والبصر والفؤاد كلُّ أولئك كان عنه مسؤولًا) ..
اللهم نسألك العصمة والسداد .. تحية واعتذار ☘️
|