كتابات في الميزان / عذرا سيدي ابا عبد الله

اجد نفسي عاجزا عن الكتابة في الحسين(ع)وتنعدم لدي القدرة على رصف الكلمات لاقول ما يليق بهذا المقام السامي الذي تتصاغر في حضرته كل القامات وتنحني الهامات اجلالا لذكراه الخالدة على مر القرون , فهل تعادل الكلمات والقصائد كلها قطرة واحدة من دماء شهداء يوم الطف؟! وهل ترتقي كل الطقوس والشعائر الى ادنى موقف وقفه ابطال ملحمة كربلاء يوم بذلوا مهجهم نصرة للصارخ بوجه الطغاة صرخته المدوية التي لايزال صداها يتردد بين الخافقين ((والله لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل !!!))..

لكن للضرورة احكامها وللمناسبة استحقاقها فلابد من الوقوف خشوعا امام ملهم الاحرار الثائرين وقد حلت ذكراه واطل علينا عاشوراء الاباء والشهادة مجللا بالدماء الزكية تثير في نفوسنا العبرات وترسخ قيم الحرية والانتفاض على الظالمين في كل مكان وزمان فكل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء ..

ان الملحمة الحسينية سر من الاسرار التي تحير الالباب وتاسر العقول فعلى الرغم من تقادم العهد وتعاقب الطغاة وتعدد محاولات الطمس والتشويه لاتزال حية ماثلة تتجدد معطياتها وتتوسع مدياتها وتتفتح لها الافاق شرقا وغربا وتتجسد قيمها السامية ومثلها العليا في كل حين وعصر حتى صارت مصدر الهام يستوحي منها المفكرون وعشاق الحرية والانعتاق دروسا تحفز فيهم الاصرار والعزيمة على نيل المطالب العادلة وتحقيق الاهداف المشروعة..ولئن كانت نهضة الحسين(ع) واصحابه الكرام قد جابهتها قوى الشر والطغيان متوهمة بجهلها انها بعددها وعدتها تستطيع اخماد صوت الحق واهله فان مشيئة الله تعالى قدرت لهذه النهضة الخلود والتالق لتكون نبراسا ومنارا يهتدي به الطامحون الى العلياء في دنياهم والنعيم في اخرتهم مقتدين بسيرة سيد الشهداء واهل بيته وانصاره الذين استحبوا الموت بعز على الحياة بذل تحت سياط الطغاة فكان لهم خلود الذكر وحسن الثواب.

عذرا سيدي ابا عبد الله ! فلن استطيع الوفاء بكل حقك ولن تكون كلماتي مهما بلغت بمستوى دروسك العظيمة فمن انا وما قدري وانت الامام ابن الامام وانت سبط الرسول(ص) وريحانة البتول(ع) وابو الائمة الاطهار,لكن عذري وشفيعي لديك انني محب لك اوالي من والاك واعادي من عاداك وان لم اكن معك بجسدي يوم ناديت هل من ناصر ينصرنا فان قلبي وروحي ملك يديك ..

السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين

السلام على ابي الفضل العباس

السلام على اولاد الحسين

السلام على اصحاب الحسين

السلام على العقيلة الصابرة زينب وعلى الهاشميات.

علي حسين النجفي

النجف الاشرف .. الثامن من محرم الحرام \1432